انطلاق
فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر القيادات التربوية الثاني في لواء بني كنانة.. صور
نيروز-
محمد محسن عبيدات
برعاية مندوب وزير التربية والتعليم والتعليم العالي
الأستاذ الدكتور عزمي محافظة، رعى مدير التربية والتعليم للواء بني كنانة الدكتور زياد
الجراح، فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر القيادات التربوية الثاني، الذي انعقد صباح
الثلاثاء الموافق 13 أيار 2025، تحت شعار: "تمكين القيادات التربوية لتحقيق التميز
في التعليم".
وجاء تنظيم
المؤتمر بمبادرة من مدرسة يبلا الأساسية للبنات، وبإشراف مباشر من مديرية التربية والتعليم
للواء بني كنانة، وبمشاركة واسعة من مدارس ومؤسسات مجتمعية، وذلك على مسرح مدرسة حريما
الثانوية للبنات، مستهدفًا القيادات والإدارات التربوية في وزارة التربية والتعليم.
وأدارت حفل الافتتاح في اليوم الثاني المعلمة فائقة بطاح، فيما قدّم كلمة الترحيب بالحضور
مدير مدرسة الحسين الثانوية الشاملة للبنين الأستاذ خالد عبيدات، مشيدًا بأهمية المؤتمر
في تعزيز دور القيادة التربوية وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية.
تخلل اليوم
الثاني عدد من الجلسات الحوارية والعروض التربوية التي تناولت محاور متعددة تتعلق بالقيادة
التعليمية، وأدارها نخبة من التربويين والمختصين في مجال الإدارة المدرسية والتطوير
المهني، حيث كانت البداية مع الدكتور محمد راشد بني عامر، المدير السابق للتربية والتعليم،
استعرض في ورقته المعنونة "معلم الصف ومعلم رياض الأطفال بين النظرية والتطبيق"،
الفجوة القائمة أحياناً بين الأسس النظرية في إعداد المعلمين، ومتطلبات الواقع الميداني.
وأكد على ضرورة الربط العملي بين التدريب الأكاديمي والتطبيق الفعلي في الصفوف الأولى،
لافتاً إلى أهمية تمكين المعلمين بالأدوات اللازمة لفهم خصائص النمو لدى الأطفال وتقديم
التعليم بأساليب حديثة ومراعية للفروق الفردية.
من جهته،
قدمت الخبيرة التربوية الدولية الدكتورة جهاد أحمد قضام، ورقة بعنوان "الاستفادة
من التجارب العالمية في تطوير القادة التربويين"، ركّز فيها على أهمية الاستفادة
من النماذج الناجحة عالمياً في إعداد القيادات التعليمية. وأشار إلى أن تطوير القادة
التربويين يتطلب برامج نوعية تُراعي السياق المحلي، مع الانفتاح على التجارب العالمية
في مجالات الإدارة، وبناء الفرق، واتخاذ القرار، بما يسهم في رفع كفاءة النظام التعليمي.
أما الدكتور
نظمي حسين المعلا من تربية بني كنانة، فقد تناول في ورقته "أهمية التعليم الدامج
في تحقيق مبدأ حق التعلم للجميع والتحديات التي تواجهه"، واقع التعليم الدامج
في الأردن، مسلطاً الضوء على التحديات التي تعيق تطبيقه الفعلي في المدارس. وأوضح أن
تحقيق مبدأ الدمج يتطلب بيئة تعليمية داعمة، وتدريباً متخصصاً للمعلمين، وتعاوناً وثيقاً
بين الأسرة والمدرسة، إلى جانب توفر الوسائل المساعدة والبنية التحتية المناسبة.
كما قدمت
الدكتورة سناء يوسف حمادنة من تربية بني كنانة، دراسة مهمة بعنوان "درجة التزام
المشرفين التربويين بالأخلاق المهنية من وجهة نظر المعلمين ومديري المدارس في لواء
بني كنانة". وقد كشفت الورقة عن تقييم المعلمين والإدارات المدرسية لواقع الأداء
المهني للمشرفين، مشيرة إلى وجود تفاوت في مستوى الالتزام بالممارسات الأخلاقية والمهنية.
وأوصت الورقة بضرورة تعزيز ثقافة الأخلاق المهنية من خلال التدريب والتقييم المستمر،
مما ينعكس إيجاباً على البيئة التربوية ككل.
الدكتور
محمد أحمد عبيدات من مدرسة حريما الأساسية للبنين، استعرض في ورقته موضوع "توظيف
الذكاء الاصطناعي وأحدث التكنولوجيات في تدريب المعلمين: استلهام النجاحات العالمية
ومواجهة التحديات". وأكد عبيدات أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة في رفع كفاءة
الكوادر التعليمية من خلال أنظمة التعلّم الذكية، والنماذج التفاعلية التي تتيح تغذية
راجعة فورية، مما يسهّل عملية تقييم الأداء وتحسينه بشكل مستمر. ودعا إلى تبنّي التجارب
العالمية الناجحة وتكييفها بما يناسب السياق المحلي.
الأستاذة
مجدولين محمود العقيلي من مدرسة حاتم الثانوية للبنات، سلّطت الضوء على "دور قادة
المدارس في إبراز المبادرات المدرسية والبرامج التربوية وبرامج التعليم المهني وفق
الرؤى الملكية السامية". وأوضحت العقيلي أن القيادة المدرسية الواعية تلعب دوراً
محورياً في تحويل التوجيهات الوطنية إلى برامج ومبادرات قابلة للتطبيق، تسهم في تطوير
العملية التعليمية وتعزز ثقافة الإبداع والتميّز داخل المدارس.
وتناولت
الأستاذة ألطاف علي سالم العلي من مدرسة إبدر الثانوية المختلطة موضوع "التنمية
المهنية للقادة التربويين والمعلمين: برنامج التدريب والتطوير المهني المستدام".
وقد شددت على أهمية بناء مسارات تدريبية ممنهجة ومستدامة تستهدف رفع كفاءة المعلمين
والإدارات التربوية، مؤكدة أن التنمية المهنية يجب أن تكون عملية مستمرة ومترابطة مع
واقع الميدان واحتياجاته المتغيرة.
وقدم الدكتور
بسام إسماعيل محمود من مدرسة ملكا الأميرية للبنين ورقة بعنوان "رؤية متكاملة
لبرنامج BTEC"،
استعرض من خلالها آليات دمج هذا البرنامج الدولي في النظام التربوي المحلي، ودوره في
تنمية مهارات الطلبة وربطهم بسوق العمل وفق المعايير العالمية، مؤكدًا على أهمية تهيئة
المعلمين والطلبة لإنجاح التجربة.
وقدمت
الدكتورة إخلاص الروسان من مديرية تربية بني كنانة ورقة بعنوان "الإعلام التربوي
كمنصة لإبراز النجاحات القيادية في البيئة"، ركزت فيها على الدور المحوري للإعلام
في تمكين القيادات التربوية وتعزيز تواصلها مع المجتمع المحلي، من خلال عرض المبادرات
والإنجازات التربوية بصورة مؤسسية مدروسة.
وقدّمت
مجموعة من المعلمات في مدرسة يبلا الثانوية الشاملة للبنات، وهن نيران عبيدات، آمنة
عبيدات، بنان العابد، وبثينة بشايرة، مشروعًا تربويًا تحت عنوان "بيئة مدرسية
آمنة جاذبة دامجة ومحفزة للتعلم"، يهدف إلى بناء ثقافة مدرسية إيجابية تقوم على
التفاعل، والاحترام، والدمج الحقيقي بين الطلبة بمختلف احتياجاتهم، مؤكدات على أهمية
البيئة المدرسية كعنصر أساسي في رفع دافعية الطلبة وتحفيزهم على التعلم.
وقدمت
الدكتورة هالة بدر عبيدات، والأستاذة نهاد خلف محمد جرادات من مديرية تربية قصبة إربد،
ورقة بحثية بعنوان "دور مديري ومديرات المدارس الثانوية في نشر الوعي البيئي لدى
طلبة المدارس الحكومية الثانوية في مديرية لواء بني كنانة"، ناقشتا فيها مسؤولية
الإدارة المدرسية في ترسيخ السلوك البيئي الإيجابي داخل المدرسة، وأهمية تضمين المفاهيم
البيئية في الأنشطة الصفية واللامنهجية.
وشهدت
الفعاليات تفاعلًا لافتًا من الحضور، حيث تم تبادل الآراء والخبرات حول التحديات التي
تواجه القيادات التربوية، والسبل المثلى لتمكينها وتحقيق التميز في الأداء التعليمي.
وفي ختام
اليوم الثاني، أكّد الدكتور زياد الجراح على أهمية هذه المبادرات التي تُسهم في رفع
كفاءة القيادات المدرسية، وتحفيز روح الإبداع والتميّز داخل الميدان التربوي، مشيرًا
إلى أن الوزارة مستمرة في دعم مثل هذه المؤتمرات التي تعزز جودة التعليم وتواكب التطورات
الحديثة.