في ظل التطورات الإعلامية المتسارعة، تطرحت زميلتي الإعلامية الشابة سؤالًا جوهريًا يتعلق بلقب "إعلامي" ومدى مشروعية منحه للإعلاميين الجدد. تساءلت: لماذا يُستكثر على شباب الإعلام من الجيل الجديد أن يُمنحوا هذا اللقب، رغم أننا درسنا الإعلام في الجامعات ونعمل في مؤسسات إعلامية مرموقة؟ وهل من الضروري بلوغ "عمر معين" ليتحقق هذا اللقب؟ وهل هو محصور فقط في من هم في مواقع محددة؟
في إجابتي، أرى أن لقب "إعلامي" ليس محصورًا بأي معايير عمريّة أو تاريخية، بل هو لقب يستحقه كل من يعمل في مجال الإعلام بكل أشكاله، سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب، ويقدم موادًا إعلامية مهنية تؤثر في الجمهور. الإعلامي هو من يصنع محتوىً إعلاميًا ذو قيمة، ويعرضه بطرق محترفة، سواء كان ذلك في البرامج الحوارية أو التقارير السياسية أو الأخبار العاجلة، ويعمل باستمرار في هذا المجال، ويتقاضى مقابل ذلك أجرًا محترمًا يتعيش منه.
المعركة ليست حول العمر أو عدد السنوات في الميدان، بل عن الجهد المتواصل والإبداع في تقديم محتوى إعلامي يستحق الاحترام. الإعلام هو مهنة الإبداع والمصداقية، وعندما تُنتج مادة إعلامية بمهارة واحترافية، فأنت إعلامي بغض النظر عن تاريخك المهني أو عمرك.
اليوم، ومع التطور الرقمي ووجود منصات إعلامية جديدة، أصبح التميز في العمل الإعلامي هو المعيار الأهم. الإعلام لا يعترف بالحدود الزمنية أو بالألقاب التي تحصر الفئة التي تستحقها، بل يسعى دائمًا لاحتضان المبدعين الذين يقدمون مادة إعلامية تهدف إلى التغيير والتأثير الإيجابي في المجتمع.
لذلك، ليس هناك سن معين يجب أن تصل إليه حتى يُطلق عليك لقب "إعلامي". الأهم هو العمل الجاد والمهني والقدرة على تقديم محتوى إعلامي يساهم في تشكيل الوعي الجماهيري وتوجيه الرأي العام نحو ما هو مفيد. الإعلامي هو من يسعى لإحداث فارق حقيقي في المجتمع، وهذا ما يجب أن يُقيَّم عليه، لا العمر ولا سنوات الخبرة فحسب.
كل التقدير لكِ، زميلتي الإعلامية المميزة، على طرح هذا الموضوع المهم. وأتمنى لكِ ولجميع الزملاء من الإعلاميين الشباب النجاح المستمر والابتكار في هذا المجال الذي يتطلب دائمًا الإبداع والمثابرة.