لم تعد الصناعات الأردنية حبيسة السوق المحلي، بل باتت تنافس بقوة في الأسواق العالمية، حاملة شعار الجودة والكفاءة والقدرة على التكيف مع متطلبات السوق الدولية. خلال السنوات الأخيرة، قفزت العديد من القطاعات الصناعية الأردنية إلى مصاف الصناعات المصدّرة، معززة موقع المملكة كلاعب اقتصادي إقليمي وعالمي.
في طليعة هذه الصناعات، تأتي صناعة الأدوية، التي تُعد من قصص النجاح الأردنية بامتياز. فقد استطاعت شركات كبرى مثل "الحكمة" و"دار الدواء" أن تثبت حضورها في أسواق أوروبا وأمريكا ودول الخليج، بمنتجات دوائية تواكب أعلى معايير التصنيع العالمية.
أما قطاع الأسمدة والفوسفات والبوتاس، فحقق هو الآخر مكانة مرموقة، حيث تصدّر شركات كـ"البوتاس العربية" و"الفوسفات الأردنية" منتجاتها إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، مسهمة في دعم الأمن الغذائي العالمي بمنتجات عالية الجودة.
وتبرز صناعة الألبسة والنسيج كأحد أعمدة الصادرات الأردنية، حيث تستفيد المصانع الوطنية من اتفاقيات التجارة الحرة لتصدر الملايين من قطع الملابس إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية، مما يعزز فرص التشغيل ويرفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة.
ولم تغب صناعة الكابلات والأسلاك الكهربائية عن مشهد المنافسة، إذ تحجز لنفسها حصة معتبرة في أسواق الخليج وشمال إفريقيا، بفضل جودتها العالية والتزامها بالمواصفات الدولية.
كذلك، تشق صناعة الكيماويات والمنظفات الأردنية طريقها بثقة نحو العالمية، معتمدة على الابتكار وتنوع المنتجات التي تلبي احتياجات الأسواق الإقليمية والعالمية.
وايضا قطاع الاجبان والالبان ينافس على صعيد المحلي والعالمي حيث الانتاج الاردني في الاجبان والالبان يتميز عالميا .
ويجمع خبراء الصناعة على أن هذه القطاعات وغيرها تعكس الإمكانيات الكبيرة للصناعة الأردنية، التي ما زالت تحمل آفاقاً واسعة للتوسع والنمو، خاصة إذا ما استمرت الجهود الحكومية والخاصة في دعم التصدير وفتح أسواق جديدة.
بهذا، تثبت الصناعات الأردنية أن الجودة لا تعرف حدوداً، وأن الرهان على التصنيع المحلي كان ولا يزال بوابة المملكة إلى العالمية.