ندوة
عن دور الهاشميين والدولة الأردنية في تعزيز صمود الأهل في فلسطين برعاية عبيدات في
لواء بني كنانة
نيروز
- برعاية معالي الدكتور محمد طالب عبيدات، وبحضور ضيفة الشرف المناضلة إسراء جعابيص
من جبل المكبر في القدس، نظّمت هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية أمسية ثقافية
وطنية بعنوان "دور الهاشميين والدولة الأردنية في تعزيز صمود الأهل في فلسطين"،
وذلك في قاعة جمعية حرثا الخيرية، بالتعاون مع جمعية بيادر الخير ومبادرة إربد تقرأ
وجمعية عالم المعرفة.
وفي كلمته،
شدد راعي الندوة معالي الدكتور محمد طالب عبيدات على العلاقة الوطيدة بين الأردن وفلسطين،
واصفاً إياها بأنها علاقة دم وتاريخ وجغرافيا، تتجلى في النسب والمصاهرة واللُحمة الوطنية
والقومية والدينية. وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأردن، حيث
كانت دائماً ضمن أولويات الدولة الأردنية وهاجس جلالة الملك عبدالله الثاني والهاشميين
منذ انطلاق الرصاصة الأولى على يد الشريف الحسين بن علي وحتى اليوم.
الوصاية
الهاشمية على المقدسات ودورها التاريخي: استعرض عبيدات الوصاية الهاشمية على المقدسات
الإسلامية والمسيحية في القدس، التي بدأت عام 1924 عندما تبرع الشريف الحسين بن علي
بمبلغ 24 ألف دينار ذهب لإعادة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة. كما أشار إلى مراحل
الإعمار الهاشمي المتعاقبة، والتي استمرت في عهد الملك الحسين بن طلال، ثم في عهد الملك
عبدالله الثاني منذ عام 1999. وأكد أن هذه الوصاية تمنح الأردن الحق القانوني في متابعة
الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات، ما يعزز مكانة القدس كمدينة سلام تحظى بعناية
مستمرة من القيادة الهاشمية.
الموقف
الأردني من العدوان على غزة: تطرق عبيدات إلى الأوضاع في غزة، مشيداً بالموقف الرسمي
والشعبي الأردني المشرّف تجاه العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن الأردن لا يمُنّ على الفلسطينيين
في هذا الدعم، بل يراه جزءاً من وحدة الشعبين. كما شدد على رفض الأردن القاطع للتهجير
والتوطين والوطن البديل، مؤكداً موقف جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية،
خاصة خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أظهر جلالته حنكة دبلوماسية
أكدت على وحدة الموقف العربي ورفض أي حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين.
الدور
التاريخي للعشائر الأردنية في دعم القضية الفلسطينية: من جانبه، أكد العميد المتقاعد
خالد علاونة على الدور المحوري للعشائر الأردنية في دعم فلسطين منذ القدم، مستذكراً
مؤتمر "قَم" الذي أدى إلى اشتباكات مع القوات البريطانية في بيسان وسمخ،
حيث تمكنت العشائر الأردنية من قطع الاتصالات بين دمشق وحيفا، ما أدى إلى استشهاد الشيخ
كايد مفلح عبيدات.
وأشار
العلاونة إلى التلاحم بين القيادة الهاشمية والعشائر الأردنية في مواجهة الاحتلال،
مؤكداً أن الأردن تعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضيته الأولى، حيث رفض الشريف
الحسين بن علي محاولات التهجير البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى، كما اعترض الملك
المؤسس عبدالله الأول على وعد بلفور، وساهم في الدفاع عن الأقصى وحائط البراق عام
1929.
المواقف
الأردنية الراسخة تجاه القضية الفلسطينية : حيث ختم العلاونة حديثه بالتأكيد على أن
المواقف الأردنية الرسمية تجاه فلسطين لم تكن مجرد مواقف سياسية، بل جاءت نابعة من
عقيدة قومية وإسلامية، حيث سعى الهاشميون دوماً لحشد الدعم العربي والدولي من أجل تحقيق
العدالة للشعب الفلسطيني، واعتبار القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية مسؤولية تاريخية
لهم.
كما أشار
إلى الجهود الأردنية في دعم قطاع غزة عبر إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، التي
حرص جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين على إيصالها شخصياً، تأكيداً
على التزام الأردن بدعم الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة العدوان.
محاور الأمسية وكلمات المشاركين:
أدار الأمسية الدكتور هاني عبيدات، وشارك فيها معالي الدكتور محمد طالب عبيدات والعميد
المتقاعد خالد علاونة. تضمن اللقاء قراءة إبداعية للكاتبة جينا صالح من كتاب
"موجوعة"، وهو من تأليف ضيفة الشرف إسراء جعابيص، التي ألقت كلمة عبّرت فيها
عن تقديرها لدور الشعب الأردني وقيادته الهاشمية في دعم القضية الفلسطينية، مشيدةً
بحفاوة الاستقبال والكرم الذي لاقته خلال الأمسية.
كما ألقى الدكتور محمد طعاني،
رئيس جمعية عالم المعرفة، كلمة أشاد فيها بتاريخ لواء بني كنانة، مستذكراً استشهاد
الشيخ كايد مفلح عبيدات، ومؤكداً موقف الأردنيين الثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني،
والدور المستمر للهاشميين في مساندة غزة وأهلها.
رئيس
هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية السيد خال إسكندر عبيدات أكد على أهمية
عقد مثل هذه الندوات النوعية والتي تسلط الضوء على دور الهاشميين والدولة الأردنية
في تعزيز صمود الأهل في فلسطين وهذه الفعاليات والأنشطة تعد واجب وطني على الهيئات
الثقافية التي أنشئت لغايات نشر الوعي الثقافي والفكري حول العديد من القضايا والموضوعات.
وأضاف عبيدات لقد عكست الأمسية عمق الروابط بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وأكدت
على استمرار الأردن في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في كافة
المحافل الدولية، انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات، ومن واجب قومي وإنساني
يرى في فلسطين شريكاً في التاريخ والمصير، وبذلك، تبقى مواقف الأردن قيادةً وشعباً،
ثابتة في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مستمرة في حمل الأمانة التي توارثها الهاشميون في
حماية المقدسات، وراسخة في مواجهة الاحتلال، حتى تحقيق العدالة وإقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة. مقدما
شكره الجزيل لراعي الندوة وكافة الجهات المشاركة ولكافة الحضور.