يشارك الأردن مُمثلا بعطوفة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية، الدكتور نضال العياصرة في اجتماعات الدورة الـ 50 للجنة الحكومية الدولية المعنية بالملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور (WIPO) ، المنعقدة في العاصمة السويسرية جنيف خلال الفترة من ٣-٧ الشهر الحالي. حيث تناقش المواضيع المتعلقة بالملكية الفكرية والمواد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور.
ومن خلال اتصال مع الدكتور العياصرة، أعلمني ان اللجنة ركزت على السبل الكفيلة لتطوير أدوات قانونية دولية تضمن حماية فعالة للموارد الوراثية والمعارف التقليدية، واستعرضت الجهود المبذولة لحماية أشكال التعبير الثقافي التقليدي، مثل الفنون والحرف اليدوية بأنواعها، وتطوير نظام الملكية الفكرية الحالي بحيث يضمن حقوق المجتمعات المحلية لتحقيق التوازن بين تشجيع الابتكار وضمان تقاسم المنافع بشكل عادل ومنصف. حيث أعرب عن امله أن تسفر هذه الدورة عن نتائج ملموسة في مجال حماية الملكية الفكرية، وأن تساهم في تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، في ظل تزايد الوعي بأهمية حماية الملكية الفكرية. في ضؤ مشاركة واسعة من الدول الأعضاء في المنظمة، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية وممثلين عن المجتمعات السكان المحلية في عدد من الدول. بنفس الوقت تعمل اللجنة على تطوير صكوك قانونية دولية تهدف إلى حماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي والموارد الوراثية من منظور الملكية الفكرية. وتسعى اللجنة إلى سد الثغرات في القانون الدولي لضمان حماية هذه العناصر الثقافية والطبيعية.
ومن المعروف ان اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالملكية الفكرية لها عدة مردودات إيجابية على المستوى الوطني، خصوصاً في مجالات تتعلق بالمكتبات الوطنية والمعرفة الثقافية. حيث اللجنة تعمل على وضع آليات لحماية المعارف التقليدية والفولكلور، وهو ما يتيح للمكتبات الوطنية في الأردن، على سبيل المثال، تسجيل وحماية التراث الثقافي المحلي من الاستغلال غير المشروع. وهذا يمكن أن يشمل الكتب النادرة، والمخطوطات، والموسيقى والفن الشعبي.
ويمكن للأردن تقوية علاقاته مع الدول الأخرى ومنظمات الملكية الفكرية العالمية. وهذا يسهم في تبادل المعرفة والخبرات والحفاظ على المكتبات الوطنية وتعزيز دورها في حفظ التراث.
من جهة أخرى قد تدعم المعاهدات التي تروج لها اللجنة البيئة التشريعية المحلية في الأردن لتحفيز الإبداع الثقافي. ويمكن للمكتبات الوطنية أن تلعب دوراً مهماً في نشر هذه الثقافة وحماية حقوق المؤلفين والمبدعين المحليين، سواء في الأدب أو الفنون أو البحث العلمي.
بالمقابل مشاركة الأردن في هذه اللجنة يمكن ان توفر للأردن الفرصة لضمان وصول المكتبات الوطنية إلى المعلومات المعترف بها دولياً، مما يسهم في تعزيز فهرسة المعلومات والمحتوى الثقافي في المكتبات الوطنية الأردنية ويتيح استفادة أكبر من الموارد الرقمية العالمية.
وبما أن المكتبات الوطنية تلعب دوراً مهماً في نشر الكتب والمخطوطات، فإن اللجنة تساهم في رفع الوعي بالحقوق الفكرية وأهمية احترام حقوق المؤلفين. وهذا يعزز من موقف المكتبات الأردنية كمراكز متقدمة في احترام حقوق الملكية الفكرية على المستوى الدولي.
ومشاركة الأردن كعضو في اللجنة ممثلاً بمدير عام المكتبة الوطنية الدكتور العياصرة يمكن التأثير على القرارات والسياسات المتعلقة بحماية الملكية الفكرية على المستوى الدولي، وبالتالي التأكد من أن مصالح الدول النامية أو تلك التي تحتفظ بتراث ثقافي غزير، مثل الأردن، لا تُغفل في السياسات الدولية. وتكمن أهمية مشاركة الأردن في اللجنة هي فرصة لتعزيز دور المكتبات الوطنية، وتبادل المعارف والخبرات مع الدول الأخرى، وزيادة فاعليتها في حماية التراث الثقافي والفكري الوطني الاردني.