في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، تتغير الأجواء الروحانية، وتنتشر السكينة والهدوء، ولكن، هناك فئة من الناس يجدون أنفسهم في صراع داخلي، يثور غضبهم لأتفه الأسباب، ويتحولون إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، إنهم المدخنون، الذين يواجهون تحدياً كبيراً في هذا الشهر الفضيل.
انسحاب النيكوتين سموم تتصارع في الجسد
النيكوتين، تلك المادة الكيميائية اللعينة، تسيطر على أجساد المدخنين، وعندما يتوقفون عن تدخين السجائر، ينتفض الجسد مطالباً بجرعته المعتادة. تظهر أعراض الانسحاب، كوحوش كاسرة، تنهش في أعصابهم، وتجعلهم عرضة للتوتر والقلق والعصبية المفرطة، تخيل أن جسدك تحول إلى ساحة معركة، تتصارع فيها السموم، وتُفقدك السيطرة على مشاعرك.
تغير نمط الحياة اضطراب يوقظ الشياطين
في رمضان، تتغير مواعيد النوم والأكل، وتضطرب الساعة البيولوجية للجسم، هذا الاضطراب يوقظ الشياطين الكامنة في نفوس المدخنين، ويزيد من حدة أعراض الانسحاب، ويجعلهم أكثر عرضة للانفعال والغضب.
قلة السكر في الدم وقود ينضب، وأعصاب تشتعل
الصيام يقلل من مستوى السكر في الدم، وهو الوقود الذي يغذي الدماغ، عندما ينضب هذا الوقود، تصبح الأعصاب متوترة، والمزاج متقلباً، والانفعال أسرع، تخيل عقلك كسيارة نفذ وقودها، كيف لها أن تعمل بكفاءة؟
الجفاف صحراء قاحلة في الجسد
قلة شرب الماء في رمضان تسبب الجفاف، الذي يؤثر سلباً على وظائف الجسم والدماغ، الجفاف يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق، ويجعل المدخنين أكثر عرضة للضيق والعصبية، تخيل جسدك صحراء قاحلة، كيف لها أن تثمر الهدوء والسكينة؟
الضغوط النفسية رياح عاتية تهز النفوس
رمضان شهر العبادة، ولكنه أيضاً شهر الضغوط النفسية، من ضغوط العمل إلى ضغوط العائلة، هذه الضغوط تزيد من حدة أعراض الانسحاب، وتجعل المدخنين أكثر عرضة للانفعال والغضب، تخيل نفسك في عاصفة هوجاء، كيف لك أن تحافظ على ثباتك؟
كيف نروض وحش العصبية في رمضان؟
التخطيط المسبق: استراتيجية الانتصار: ابدأ بتقليل عدد السجائر قبل رمضان، وروض جسدك على تقليل النيكوتين، جهز نفسك للمعركة، ولا تدخلها عشوائياً.
شغل الوقت: بدائل إيجابية للطاقة السلبية: املأ وقتك بالأنشطة المفيدة، من قراءة القرآن إلى ممارسة الرياضة، استبدل الطاقة السلبية بطاقة إيجابية، وحول وجهة صراعك.
الاسترخاء: واحة الهدوء في صحراء العصبية مارس تقنيات الاسترخاء، من التنفس العميق إلى التأمل واليوغا. ابحث عن واحة الهدوء في داخلك، واهرب إليها من صخب العصبية.
طلب الدعم: قوة الجماعة في مواجهة الوحوش، اطلب الدعم من عائلتك وأصدقائك، أو انضم إلى مجموعات دعم الإقلاع عن التدخين. لا تواجه الوحوش وحدك، استعن بقوة الجماعة.
استشارة الطبيب: طبيب نفسي لداء العصبية، في حالات العصبية الشديدة، استشر الطبيب للحصول على المساعدة اللازمة، لا تتردد في طلب المساعدة، فصحتك النفسية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية.
رمضان فرصة ذهبية للتغيير
رمضان هو فرصة للتخلص من عادة التدخين، وتحويل العصبية إلى سكينة، والغضب إلى رحمة. فلنجعل من هذا الشهر الفضيل بداية جديدة، نحو حياة صحية وسعيدة.