طولبت الحكومة الأردنية الجديدة وعلى لسان الكثيرين من ممثلي الشعب خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري بالحفاظ على الهوية الوطنية وهو مطلب سامٍ ونبيل يجب العمل به ولأجله إن كانت هويتنا تعنينا. ومن بين المكونات العديدة لهويتنا الأردنية موروثها الشعبي والتراثي والذي هو اليوم أكثر حاجة من أي وقت مضى للحفظ والمدارسة؛ لما يتضمنه من تراث عريق ولهجة أردنية أصيلة تحمل في طياتها خصال الأردني الذي هو أغلى ما نملك.
الاعلامي والشاعر سامي الباسلي لا أتبنى قضيته اليوم محبة وتقديراً وحسب، بل لأنه كان يحمل في اطلالته البدوية عشق الاردنيين وعلى رأسهم الآباء والأجداد الذين كانوا يلتفون حول شاشتنا الوطنية في أوقات مساء نَحِنُّ له لمشاهدة رجال القول والفعل واستماع الجزل من أحاديثهم ونظمهم والطيب من التراث بعيداً عن المياعة التي تطال بعض البرامج على امتداد شاشاتنا وتنوعها دون أدنى حس بقيم الأردنيين وعاداتهم النبيلة.
غياب الشاعر سامي الباسلي غير مبرر على امتداد تغييبه عن الساحة الإعلامية الأردنية، وأرى -كما غيري ممن يعشقون الأدب والشعر والتاريخ ويترنمون بأصالة الماضي وعراقته ويأملون بحاضر لا ينكر علينا الماضي ويسعى لمعاصرة أصيلة وجميلة تواكب الحداثة التي نعيش- بضرورة انصاف الموروث وحفظة الشعر والتاريخ، وأكاد أجزم بأن إعادة تلك المسيرة النبيلة لشاعر عريق وأصيل لازال في عطائه قد تكون البدايات لذلك، رغم محاولات البعض غير الناضجة للسداد في الموقف، أعلم بأن تناول موروثنا في الإعلام لا يُختصرُ بشخص ولكنني أعلم أكثر بأن موروثنا الذي هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الأردنية الجامعة أسمى من أن يُختصر أو يُجزأ أو يُشوّه.
نقطة نظام أترك أمرها ونحن نحتفل بمئوية الدولة لهيئة الاعلام وللمؤسسات الاعلامية واكتبها لله وللحق، فهل للحق من مُصغي؟