دعت بكين الاتحاد الأوروبي إلى «وقف ممارساته الخاطئة فوراً» بعد فرضه عقوبات على مصرفين صينيين.
وتوعدت البلاد باتخاذ إجراءات لحماية مصالح الشركات الصينية وذلك قبل أيام قليلة من قمة مهمة تجمع قادة الطرفين مقررة الخميس.
وقالت وزارة التجارة الصينية (موفكوم) في بيان صدر اليوم الإثنين: "تعبر الصين عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة لهذه الخطوة. وستتخذ الصين التدابير الضرورية للدفاع بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة لشركاتها ومؤسساتها المالية".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن يوم الجمعة عن حزمة جديدة من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، تضمنت إدراج بنكين صينيين صغيرين يقعان في مدن قريبة من الحدود الروسية، وهما مصرف سويفنخه الريفي التجاري ومصرف خيخه الريفي التجاري.
ويأتي التصعيد بينما يستعد الطرفان لعقد قمة رفيعة المستوى في بكين يوم الخميس، من المقرر أن يترأسها كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إلى جانب رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الصينية. كما سيعقد الرئيس شي جين بينغ لقاءات مع فون دير لاين وكوستا خلال زيارتهما إلى بكين.
ووفقًا لمصادر مطّلعة، مارست بكين ضغوطًا دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس في محاولة لإقناع بروكسل بعدم إدراج المصرفين في حزمة العقوبات، لكن دون جدوى.
من جهته تحدث تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن موقف متشدد تتخذه بكين في نزاعاتها التجارية والجيوسياسية مع بروكسل. وتريد الصين من أوروبا أن ترفع الرسوم الجمركية الثقيلة التي فرضتها على السيارات الكهربائية الصينية، وألا تفرض مزيدًا من القيود التجارية. في المقابل، يقلق قادة الاتحاد الأوروبي من إغراق الصين للأسواق بمنتجات رخيصة مصطنعة قد تضر بالصناعات المحلية.
ووفقا للتحليل، فقد تعلمت بكين أن لديها نفوذًا يمكن أن تستخدمه ضد الضغوط الخارجية. فقد صمدت أمام حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية القاسية من خلال إظهار مدى اعتماد الصناعة العالمية على الصين في توريد المعادن الحيوية. ويُرجّح أن بكين ترى أنها في موقع أقوى الآن، إذ يقول المحللون إن وحدة الغرب بدأت تتصدع، لا سيما مع سياسة "أمريكا أولاً" التي انتهجها ترامب والتي أضعفت الروابط التاريخية بين أوروبا والولايات المتحدة.
وقالت سيمونا غرانّو، خبيرة الشأن الصيني في جامعة زيورخ: "ترى بكين أن النظام العالمي في حالة تغيّر"، مضيفة: "من وجهة نظرها، فإن الولايات المتحدة مثقلة بالأعباء ومشغولة بصراعات متعددة حول العالم، إضافة إلى الانقسام الداخلي."
وتابعت: "ومع مؤشرات على الانقسام أو الإرهاق داخل التحالف عبر الأطلسي، ترى القيادة الصينية أن لديها مساحة أكبر لفرض مصالحها، لا سيما في مجالات التجارة والتكنولوجيا والأمن."
وقد تجلّى هذا التقدير في نهج الصين تجاه محادثات القمة يوم الخميس، والتي ستضم الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بالإضافة إلى قادة أوروبيين كبار آخرين. وسيحيي الجانبان الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية -وهي مناسبة كانت لتكون في العادة فرصة لبكين لاستعراض شراكاتها.