و تبقى أكبر انتصاراتي في الحياة "الصدق"..!! حتى سلامي أضع فيه كل المودة والودّ واللين، يكفي أن تكون صادقا مع نفسك، صادقا مع مشاعرك، صادقا مع رغباتك، صادقا مع أفكارك، الصدق يعني أن يكون ظاهرك هو باطنك، لا تحاول تشكيل حياتك وفقا لما يرغبه المجتمع، بل بما تشعر به أنه حقيقي ونابع من داخلك ويعبر عن نفسك،،!
هناك رواية لا أدري مدى صحتها، فقد تكون رواية خيالية ، ولكنها في نفس الوقت تؤكد فكرة ان الصدق فضيلة، يحكى ان الشيخ الكيلاني عندما كان طفلا خرج في رحلة سفر مع قافلة، فتلقاهم في الطريق لصوص قطاع طرق ، ففتشوا كل شخص بحثا عن المال ، وكذب الجميع عندما سألوهم ان كانوا يحملون اموالا، ولما وصلوا الى الطفل الكيلاني، سألوه كم تحمل من المال فقال لهم اربعين دينار فضحك اللصوص وسخروا منه ولم يصدقوه، وقالوا له انت طفل فمن أين لك اربعين دينار ، وعندما فتشوه وجدوا فعلا عنده اربعين دينار ، فسألوه لماذا صدقت معنا وانت تعرف اننا لصوص سنأخذ المال منك، فأجاب ان أمي علمتني ان اكون صادق دائما ولا أكذب أبدا ، فتأثر اللصوص بموقفه واعادوا له المال وتابوا على يديه وهو لم يزل طفلا.. فعندما تصدق على حساب مصلحتك ستكبر في عين الآخرين وتؤثر فيهم وتجعلهم يحترمونك.
ولكن؟؟؟ الصدق قد يؤثر في أشخاص ولا يؤثر في آخرين وتكون نتيجته كارثية فالحياة معركة ليست شريفة.. سوف يتخلى عنك الكثير لأن الناس لم تتعود على الصدق والتفرد، بل الجميع ينافق من أجل الآخر، وعندما تكون صادقا وصريحا مع نفسك يشعرون أنك مغرور وأناني لأنك لم تعد تلعب نفس لعبتهم بمحاولة اظهار الصورة الملائكية دائما، لذلك ينزعجون لأنك تكشف لهم عن ما يخبئونه في نفوسهم وتجعله ظاهرا أمامهم،،،!
الصدق أن تدرك جميع جوانبك الجيدة والسيئة، أن تراهم فيك وتتقبلهم على أنهما ضروريان معا ومكملان لبعضهم من أجل الحياة،،!
يكفيني أن كل ما منحته للاخرين كان صادقاً حقيقياً ومن عمق قلبي، و لا أذكر أنني وهمت أحداً بمكانة مزيفة ... أو شعور غير حقيقي و لا مرة وهبت كامل طاقتي لأجل غرض أو مصلحة أو قصد .. حتى سلامي أضع فيه كل المودة والودّ واللين و تبقى هذه أكبر انتصاراتي في الحياة هي الصّدق..!!