وإلى أيُّ درجةٍ بين الشّد والجذب يصلُ بك العراك النفسي؟
وإلى أيّ مدى يخطفكَ بصركَ نحو متاهاتِ المستقبل؟
صراعك الداخلي ليس ضعفاً، لكنهُ يجهل طريق القوة، وكيف يجعل من المصاعب بدايةً لحلول مشكلاته.
جميعنا نؤمن بالقدر، لكن لانؤمن بالواقع الذي نتعايشهُ، نناقضُ أنفسنا دائماً، {كطالبٍ ناجحٍ يبحثُ عن درجةِ الدكتوراه بالكلامِ فقط ويرمي أعباء مستقبله على الواقع المفروض عليه...وهو يعلمُ أن مشوار العلم يحتاجُ جهدٍ ووقت كبير وأموراً كثيرة} لكنهُ يتذمرُ طيلة الوقت، {قائلاً: لو كنت أنا بغير هالبلد رح حقق نجاحات أسرع}.
وعاملٍ يحلمُ بشركةٍ كبيرة وهو لايملكُ ليرةً واحدة، ويرمي أعبائه على البطالة المنتشرة ولايتنازلُ لأيِّ فرصةٍ تتقدمُ له بحجةِ الراتب أو العمل السيء أو ماشابه ذلك....والكثير الكثير.
جميعنا نعلمُ أن مشوارَ ألف الميل يبدأُ بخطوةٍ واحدة، ونؤمنُ أن الله عزوجل لايضيعُ مثقالَ ذرةٍ.
فلمَ العجلةُ ياابن آدم؟ ولمَ العجبُ من هذه الدنيا؟
مسيرةُ الحياة لن تقف عليك، هي تماماً كقطارٍ مسافرٍ وأنت أحد ركابه، إما أن تستمتع برحلتكَ، وإما أن تستلمُ لذاتك، وتضعُ حواجزَ وسدوداً نهايتها الفشل، والخسارات، وضياع العمر بلا انجاز.
إذاً عليكَ أن تختزلَ ماهو جائلٌ في شعوركَ، شاردٌ في مخيلتكَ... وتتقدمُ إلى الأمام.
حاربْ معوقاتَ الألم، ضعْ بصمتكَ في كل مكان، تصالحْ مع ذاتك بإيجابيةٍ مطلقة، استجمعْ نفسك وامتلك زمام الأمور، وافتحْ الشراع متحدياً الرياح القاسية، انطلقْ دون الاكتراث لخطورةِ الموقف، أطلق العنان لروحكَ في فضاءِ الأمنيات، أما أنفاسكَ المنهكة أرسلها مع تيارات الهواء شهيقاً وزفيراً،