الحموري:
خطاب الملك في قمة الدوحة رسالة تاريخية وضعت العالم أمام مسؤولياته
نيروز
– محمد محسن عبيدات
أكد العميد
المتقاعد نايل الحموري أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية الإسلامية
الطارئة التي عقدت في الدوحة لم يكن خطابًا عابرًا، بل كان وثيقة تاريخية تحمل في طياتها
رؤية شمولية للمستقبل العربي والإسلامي، ورسالة واضحة إلى العالم أجمع بأن الأردن سيبقى
في طليعة المدافعين عن الحقوق المشروعة للشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
وقال الحموري
إن جلالته، بخطابه الصريح، وضع النقاط على الحروف حين أدان العدوان الإسرائيلي الغاشم،
وكشف الانتهاكات الممنهجة التي تمس السيادة وتخرق القوانين الدولية، مبينًا أن حديثه
لم يكن مجرد موقف سياسي، بل شهادة حق تعكس الضمير الحي للأردنيين وللعرب والمسلمين
جميعًا.
وأضاف
أن كلمة الملك جسّدت معنى القيادة المسؤولة التي تضع الكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار،
مشيرًا إلى أن التجربة العسكرية والأمنية للأردن في مواجهة التحديات جعلت من خطابه
في الدوحة بمثابة خريطة طريق استراتيجية لتعزيز الأمن القومي العربي وحماية الاستقرار
في المنطقة.
وأوضح
الحموري أن جلالته أعاد توجيه البوصلة إلى مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر
الصراع، رافضًا كل محاولات التهجير والتصفية التي تستهدف الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا
أن الأردن سيبقى السند الحقيقي والعمق التاريخي لهذه القضية.
وأشار
إلى أن الأردنيين يلتفون حول قيادتهم الهاشمية لأنهم يرون فيها صوت العقل والحكمة والشجاعة،
لافتًا إلى أن خطاب الملك حمل رسالة مزدوجة: الأولى للعرب بضرورة الوحدة والتماسك،
والثانية للعالم بأن زمن الصمت أمام الظلم قد انتهى.
وبيّن
العميد الحموري أن الأردن، بحكم موقعه الجغرافي ودوره التاريخي، يتحمل عبئًا مضاعفًا
في حماية القدس والمقدسات، وأن جلالته في خطابه أكد بجلاء أن الوصاية الهاشمية ليست
مجرد واجب سياسي بل رسالة تاريخية ودينية تعبر عن التزام راسخ تجاه الأمة.
وختم الحموري
بالقول: "لقد كنتُ ضابطًا في صفوف القوات المسلحة الأردنية لسنوات طويلة، وأدرك أن
معركة الكرامة لم تكن فقط معركة على الأرض، بل معركة على الموقف والثبات، واليوم يواصل
جلالة الملك هذا النهج في الميادين السياسية والدبلوماسية. خطابه في الدوحة سيظل علامة
مضيئة في تاريخ الأمة، وصوتًا يذكر الأجيال بأن الأردن لم يتراجع يومًا عن ثوابته وقيمه
القومية والإنسانية.”