إصدار
جديد للدكتور محمد عيسى قنديل عن "نظام الديوشيرمة العثماني"
إربد
– نيروز – محمد محسن عبيدات
شهدت الساحة
الثقافية في إربد مؤخرا ، صدور مؤلَّف ادبي جديد حمل عنوان: "نظام الديوشيرمة
العثماني"، للباحث والمؤرخ المعروف الدكتور محمد عيسى قنديل، عن دار عالم الكتب
الحديث. ويعد هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة العربية، إذ يعالج واحدة من أبرز القضايا
التاريخية التي ارتبطت بنشأة الدولة العثمانية وقوتها وضعفها، والمتمثلة في نظام
"الانكشارية".
الكتاب
يتناول – بعمق وموضوعية – نشأة جيش الانكشارية، وظروف تطبيق نظام الديوشيرمة، وآثاره
المباشرة وغير المباشرة على مسيرة الدولة العثمانية؛ حيث مثّل هذا الجيش في بداياته
ركيزة قوة عسكرية وسياسية، قبل أن يتحول في مراحل لاحقة إلى عبء ثقيل ساهم في إضعاف
الدولة. كما يتطرق الدكتور قنديل إلى الجدل الفكري حول هذا النظام، بين منكرين لوجوده
ومؤيدين لمشروعيته، مقدماً طرحاً علمياً موثقاً بالأدلة والمراجع.
وقال الدكتور
قنديل في تقديمه للكتاب: "إن دراسة التاريخ العثماني لا تكتمل دون فهم نظام الديوشيرمة،
فهو ليس مجرد أداة عسكرية، بل كان مشروعاً سياسياً واجتماعياً ترك بصماته العميقة على
المنطقة"، مؤكداً أن كتابه يهدف إلى كشف أبعاد هذه الظاهرة بروح الباحث الموضوعي،
بعيداً عن التحيزات الأيديولوجية.
وقد أشاد
عدد من الادباء والمهتمين بالشأن التاريخي بهذا الإصدار، واعتبروه إضافة معرفية رصينة.
حيث قال الكاتب والباحث محمد عبيدات: "إن الدكتور محمد عيسى قنديل استطاع أن يعيد
قراءة مرحلة دقيقة من التاريخ العثماني بعين ناقدة وبأسلوب سلس، يجمع بين قوة التوثيق
وجمالية السرد". وأضاف "هذا العمل يليق بمكانة الدكتور قنديل كأستاذ وباحث
مشهود له بالجدية والعمق والالتزام العلمي".
سيرة علمية
وعطاء أكاديمي : الدكتور محمد عيسى قنديل، واحد من الأسماء البارزة في ميدان الدراسات
التاريخية في الأردن والعالم العربي . مسيرة عطاء علمي وتاريخي مشرّف، وهو كاتب
وباحث ومؤرخ من مواليد بلدة الفالوجة في فلسطين عام 1942، يُعَدّ من أبرز الشخصيات
الفكرية والعلمية في الأردن والعالم العربي. قنديل شخصية متفردة جمع بين الأصالة العلمية
والروح القيادية التي تنبض بحب الوطن والولاء والانتماء اليه. استكمل الدكتور قنديل
دراساته العليا في جامعة القديس يوسف في بيروت، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا
في عام 1979، تبعه بدرجة الماجستير في التراجم والنقد عام 1982. واصل مسيرته نحو التميز
بحصوله على دكتوراه الاختصاص في تاريخ الشعر العربي في العصر المملوكي الثاني عام
1989، ثم دكتوراه الدولة في البلاغة القديمة والنحو عام 1994. عطاء أكاديمي متواصل
لأكثر من ثلاثة عقود. حيث عمل الدكتور محمد عيسى قنديل في مجال التدريس لأكثر من
38 سنة في عدة دول، منها المملكة العربية السعودية، والجمهورية الليبية، والمملكة الأردنية
الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة. أسهم بخبراته الغزيرة في تعليم الأجيال وإثراء
المعرفة الأدبية والتاريخية، وكان له حضور فاعل ومؤثر في مجال التربية والتعليم. إلى
جانب عمله الأكاديمي، شغل وظيفة باحث رئيسي في إحدى الدوائر الحكومية في دولة الإمارات
العربية المتحدة لمدة 16 عاماً، حيث كان مسؤولاً عن الملف التربوي، وساهم في تطوير
سياسات تعليمية تواكب تطلعات الدولة. بدأ الدكتور قنديل مسيرته في الكتابة بمجلة
"المنهل" السعودية، التي كانت تصدر في جدة تحت إشراف الراحل عبد القدوس الأنصاري،
حيث كان له زاوية ثابتة بعنوان "قرأت لك". كما كتب مقالات لصحيفة "الأيام"
السعودية. ومال إلى الكتابة التاريخية والأدبية مع بدء دراساته العليا، وأنجز العديد
من المؤلفات، منها المطبوعة وغير المطبوعة، أما المطبوعة أهمها: عائشة الباعونية (حياتها
وأدبها) – رسالة ماجستير، نشرته دار الشروق للطباعة والنشر 2006. الشعر العربي في العصر
المملوكي الثاني – رسالة دكتوراه اختصاص في الأدب العربي. تاريخ وجغرافية الإمارات
المتصالحة في القرنين الثامن والتاسع عشر الميلاديين. موسوعة الهجرات الأندلسية – خمس
مجلدات. معجم أسماء الأماكن والمواقع في دولة الإمارات العربية المتحدة جغرافيا وتاريخيا
– ثلاث أجزاء (2020). واقع الدولة العثمانية في البلاد العربية – نظرة عربية معاصرة
– جزآن (2021). الفالوجة: أرض الصمود والبطولات – 2023.