هذه قصة يسردها كلوب باشا في كتابه قصة الجيش العربي يستدل فيها على نخوة وكرم وطيبة وفزعة الاردنيين التي لا مثيل لها بين الأمم ويقول في تلك الفترة :
قبل حوالي عشرون عام من انتهاء الغزوات بقليل قامت مجموعه غازيه قويه في الصحراء الاردنيه بمهاجمة مضارب الشيخ رثعان ابن ذياب وهو احد شيوخ قبيلة الحويطات بعدها خرج الشيخ رثعان ابن ذياب هو و زوجاته و اولاده لينتقل حيث الاماكن المستقره حيث يعيش هناك ضيف الى أن يعود مره اخرى الى دياره.
وكان الشيخ رثعان يعرف الشيخ محمد بن منيزل القطاونه ابو السيد احد شيوخ الكركيه ومشهور عنه الطيب والكرم والفروسيه توجه الشيخ رثعان الى الكرك قاصداً بيت ابن منيزل وحين وصل رحب به وبمن معه وحل عنده ضيف معزز مكرم وبعد أن استراح وبعدها في ايام تحدث الشيخ رثعان عن ما حل به واهله وما أن انتهى من سرد قصته حتى ذهب خلف الساحه المحرم حيث اجرى بعض المشاورات الهامسه مع نسائه ثم عاد ليشعل النار ثانيه وهو يقول لرثعان لم يدخل بيتي شخص مكروب الا و قدرني الله أن اعينه ووجد عندي العزاء ثم طلب من ضيفه ان يقبل البيت وكل محتوياته ثم نهض و اخذ زوجاته وعياله خارج الشق وترك البيت وكل ما فيه حتى الطعام على النار و مونه وفراش وصحون وقدور تكفي ضيفه و خارج في برد الشتاء الى اقرب عرب من جماعته حتى ياخذ الشيخ رثعان راحته ومن معه وكان كله سعاده أنه استطاع تقديم العون والفزعه الى صديقه وهذه القصه موجوده في كتاب تاريخ الجيش العربي للجنرال كلوب وفيها يضع مقارنه بين العرب وباقي الامم في الكرم واغاثة الملهوف .
ابن منيزل والشيخ رثعان تربطهم صداقه وعلاقات قويه وانه كان بينهم حسنى ولم يكن ابن منيزل مزارع لانه لا يعرف شيء عن علوم الزراعه بل كان متنقل يسكن و ربعه بيوت الشعر وعندهم الحلال وكان يملك الاراضي وعنده من الخدم من يزرع لهم السلعه الاستراتيجيه القمح والشعير في تلك الفتره.