من بني حميدة، حيث الإرث للرجولة والعز والكرم، فارس شهم، تربى في بيت يفيض فخرًا وأصالة، بيت الحاج عبد الهادي لافي الشخانبة رحمه الله، بيت يمتد جذره في الأرض كما تمتد جذور الشموخ ..
جاء يحمل في قلبه نذرًا لله والوطن وقائد الوطن، ولم يخيب الله دعاء سلطانة الشخانبة رحمها الله، حاجة مثابرة، في طاعة الرحمن، ليكون إبني من نسل الرجال العظام، الذين تُعرف أفعالهم قبل أسمائهم، ويُحفظ ذكرهم في كل مجلس وميدان ..
إنه الدكتور الباشا عبد الوالي الشخانبة، الذي كرّس حياته لخدمة بلاده ومليكه، فارس الميادين، لا يجلس خلف الجدران، بل يمضي حيث الحاجة والواجب، يجوب القرى والجبال، يسمع شكوى المحتاج ويحل مشاكلهم بحكمة وعدل، حتى صار مثالًا حيًا للرجولة والشهامة...
كل مكان خدم به شهد له بالأمانة والإخلاص، يترك أثرًا لا يُنسى، بيده ووقته وماله، يقدم العطاء بسخاء، حتى يدفع من جيبه الخاص لمن لا يناديهم إلا أبناؤه في الله..
ولا ينسى الناس مواقفه في لحظات المحن، يوم دوّى حادث سير مروّع على أحد الطرقات، فإذا به يندفع كالصاعقة، لا يعرف تردّدًا ولا خوفًا، يشقّ بين الحطام والدخان، يرفع المصابين بيديه ،يربّت على قلوب الخائفين، يمسح دموع الجرحى، وينتظر حتى يطمئن أن آخر واحد نجا بخير. ومنذ ذلك اليوم صار اسمه يطرق المجالس ، رمزًا للشجاعة، وصورةً للوفاء، وفارسًا لا تزلزل قلبه الخطوب.
ومن بساتين سيرته الأخرى، أنه إذا اجتمع بالشباب غرس فيهم بذور الرجولة والشهامة، لا بالكلام الفارغ، بل بالفعل والقدوة. يعلّمهم أن العزّ لا يُشترى بالمال، ولا يُستعار بالجاه، بل يُصنع بالصدق والعمل وحمل راية الوطن عاليا . يزرع فيهم أن الرجولة الحقّة أن تكون سندًا للضعيف، ونصيرًا للحق، مهما كان الثمن ..
إنه رجل لا يُقاس إلا بما صنعه من خير وجمال، فخر للأصل، وفخر لكل من يعرفه، رجل يمشي بين الناس كأن الأرض تفخر بخطاه، يحفر اسمه في ذاكرة الزمان، ويحمل قلبه محبة لكل من حوله ..
الدكتور الباشا عبد الوالي الشخانبة ابو لؤي أدام الله عليك