وزيرة التنمية: مشروع "صبايا الخير" يعكس رؤية الاقتصاد الاجتماعي
نيروز - محمد محسن عبيدات
حين تمتزج الإرادة الإنسانية بالرؤية التنموية،
تولد قصص نجاح جديدة تضيء الطريق أمام المجتمعات المحلية. وفي إربد، كان يوم الخميس
محطة فارقة، حيث افتتحت وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى مشروع المطبخ الإنتاجي
لجمعية فرصة عمل لمساندة المتعطلين عن العمل الخيرية، المعروف باسم "مطبخ صبايا
الخير"، بحضور رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في المحافظة صلاح الزعبي، وعدد من
مسؤولي الوزارة وممثلي الجمعيات الخيرية.
هذا المشروع لم يكن مجرد افتتاح لمطبخ، بل
إعلان عن انطلاقة اقتصادية اجتماعية تسعى إلى تمكين النساء وإيجاد فرص عمل حقيقية،
وإرساء مفهوم التنمية المستدامة كخيار وطني ومجتمعي.
في كلمتها خلال الافتتاح، أكدت الوزيرة بني
مصطفى أن الوزارة مستمرة في دعم المشاريع الإنتاجية التي تنفذها الجمعيات الخيرية،
لما لها من دور في تحويل الطاقات المعطلة إلى فرص منتجة، وتقديم منتجات نوعية تلبي
احتياجات المجتمع المحلي. وأشارت إلى أن المطبخ الإنتاجي ليس مجرد مبادرة محدودة، بل
هو نموذج متكامل للاقتصاد الاجتماعي، يمكّن عدداً من السيدات من بناء مصادر دخل ثابتة،
ويعزز ثقتهن بأنفسهن، ويفتح أمامهن آفاقاً أوسع في مجال تطوير المهارات والتسويق.
وبينت الوزيرة أن الوزارة تفتح أبوابها أمام
الجمعيات الراغبة بإنشاء مشاريع إنتاجية، ضمن أسس ومعايير مدروسة، مؤكدة أن الهدف الأسمى
هو نقل المستفيدين من مرحلة الاعتمادية على المساعدات إلى الإنتاجية والعمل المستدام.
هذا التوجه، بحسب الوزيرة، يعكس استراتيجية الدولة في تعزيز الاعتماد على الذات وتنمية
المجتمعات المحلية.
من جانبه، أشار رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية
في إربد صلاح الزعبي إلى أن المشروع يمثل قيمة مضافة للعمل الخيري والتنموي في المحافظة،
وأن اتحاد الجمعيات يقف داعماً لكل مبادرة تساهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز التكافل
المجتمعي.
المشروع لا يقتصر على البنية التحتية ولا
على المعدات الحديثة التي وُفرت له، بل يتجلى في قصص نساء وجدن فيه فرصة للحياة بكرامة.
فكل وجبة تخرج من مطبخ "صبايا الخير" تحمل معها حكاية أمّ تصنع مستقبل أبنائها،
وفتاة تبحث عن إثبات ذاتها، وأسرة تنتقل من الحاجة إلى الاكتفاء.
إن "مطبخ صبايا الخير" ليس مشروعاً
محلياً فحسب، بل يمكن أن يشكل نموذجاً يحتذى لتكرار التجربة في مناطق أخرى من المملكة،
ليصبح رافداً حقيقياً للتنمية المجتمعية، ومصدراً لدعم الاقتصاد الوطني عبر المشاريع
الصغيرة والمتوسطة.
وفي ختام الافتتاح، بدا واضحاً أن هذا المشروع
يجسد رؤية وزارة التنمية الاجتماعية في بناء مجتمع منتج، قادر على مواجهة تحديات البطالة
والفقر، من خلال الاستثمار في الطاقات البشرية، وخاصة طاقات المرأة.