في بيت متواضع حمل معاني الصبر والإصرار، تقف الحجة تفاحة سلام الخطبا "أم عاطف" شامخةً بفخر، وهي ترى ثمرة عطائها وتضحياتها تتجلى في نجاح أبنائها وبناتها، الذين كتبوا قصة إنسانية نابضة بالعزيمة والإنجاز.
فقد عاشت الحجة تفاحة رحلة صبرٍ طويلة إلى جانب زوجها المرحوم الأستاذ يوسف مكيد الخطبا، الذي عمل معلماً ومديراً للمدرسة، وعُرف بين أبناء الأغوار الجنوبية بخلقه وعطائه، قبل أن يرحل تاركاً إرثاً من العلم والسمعة الطيبة.
ورغم فاجعة الفقدان، واصلت "أم عاطف" المسيرة، حاملةً همّ تربية أبنائها وتعليمهم، حتى أصبحوا اليوم نموذجاً يُحتذى في التفوق والإصرار.
فالدكتور عاطف حاصل على درجة الدكتوراه في أساليب العلوم، والدكتور مالك نال الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي، فيما أكمل الدكتور حمزة مسيرته الأكاديمية بحصوله على الدكتوراه في الإدارة الصحية، أما الأستاذ مصعب فحصل على البكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية ويواصل دراسته العليا في مرحلة الماجستير، بينما التحق المهندس عاصم بميدان الإبداع الهندسي بحصوله على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية.
أما بناتها، فسطّرن أيضاً قصة نجاح لا تقل إشراقاً، فالمعلمة عواطف حصلت على بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية ودبلوم عالٍ في التربية، وخديجة على بكالوريوس في تعليم الصفوف الأساسية ودبلوم عالٍ في التربية، فيما تابعت حفصة دراستها لتحصل على درجة الماجستير في أساليب التدريس، وأميمة على بكالوريوس في علم النفس، ومروة على بكالوريوس في اللغة العربية، والمهندسة آلاء على بكالوريوس في هندسة الحاسبات الإلكترونية، وأخيراً سلسبيل على بكالوريوس في تكنولوجيا الكيمياء.
هذه الإنجازات، التي تحققت بجهد وصبر وتعب، لم تكن لتتم لولا دعاء أمٍ مؤمنة صابرة، جعلت من بيتها مدرسةً للتربية والقيم، ومن نفسها قدوةً في العطاء والاحتساب.
قصة الحجة تفاحة الخطبا وأبنائها، تبقى شاهداً على أن الأم مدرسة الأجيال، وأن البذرة الطيبة تُثمر نجاحاً يُزهر أجيالاً متعلمة تحمل رسالة العلم والمعرفة.