قالت الباحثة آية سريحين إن كل ما تراه العين وما يدركه القلب هو انعكاس لما يسكن العقل، مؤكدة أن الفلسفة المثالية تؤمن بأن العالم ليس مجرد مادة جامدة، بل صورة تتشكل من أفكارنا وإدراكنا ووعينا.
وأضافت سريحين أن الفيلسوف أفلاطون رسم عالمًا مثاليًا خلف الحواس، مشيرة إلى قصة الكهف التي بيّن فيها أن ما نراه قد يكون ظل الحقيقة وليس الحقيقة نفسها.
وأشارت إلى قول ديكارت الشهير: "أنا أفكر، إذن أنا موجود”، مؤكدة أن الفكر هو أساس الوجود، وأن العقل نقطة الانطلاق لكل معرفة.
وأكدت آية أن باركلي رأى وجود الأشياء مرتبطًا بمن يدركها، فيما قال كانط إن الزمان والمكان أدوات عقلية نصوغ بها فهمنا ورؤيتنا للعالم.
كما نوهت إلى رؤية هيجل التي اعتبر فيها التاريخ حركة للعقل المطلق، تتشكل عبر صراع الأفكار حتى يولد الجديد.
وقالت آية سريحين إن المثالية ليست فكرة محصورة في كتب الفلسفة فقط، بل هي حياة تتغلغل في تفاصيلنا اليومية، مضيفة أن الطالب الذي يؤمن بنفسه ويتخيل النجاح قبل الامتحان غالبًا ما يجد طريقه إليه، بينما من يستسلم للفشل يرى العالم كله عائقًا.
وأوضحت أن العقل المملوء بالأمل يخلق واقعًا جديدًا، ويفتح أبوابًا لم يرها اليائس من قبل، ويصنع فرصًا تتجلى في الحياة.
وختمت سريحين بالإشارة إلى أن كثرة الصور والمؤثرات اليوم جعلت عيوننا تغوص في بحر من السرعة، حتى غابت الأفكار العميقة وسط الزحام، مشددة على أن المثالية تذكرنا بأن العالم يتشكل مرتين: مرة في عقولنا، ومرة أخرى في واقعنا، وأن "الفكر هو البذرة، والواقع هو الثمرة”.
واختتمت بسؤال مهم: "هل ندرك حقًا قوة أفكارنا في تشكيل حياتنا؟ وكيف نعيد لأفكارنا وقلوبنا عمق التأمل وسط زحمة الزمن؟"