أعرب بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس عن بالغ قلقهم وإدانتهم الشديدة للاعتداءات المتكررة التي تستهدف بلدة الطيبة الفلسطينية، مؤكدين أن هذه الجرائم تمثل اعتداء سافرا على بلدة مقدسة مسالمة متجذرة في أرض السيد المسيح.
وقال البطاركة ورؤساء الكنائس في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، إن هذه الاعتداءات ليست حوادث منفردة، بل تأتي ضمن سلسلة مقلقة من أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون بحق أهالي الضفة الغربية، وتشمل منازلهم وأماكنهم المقدسة وأنماط حياتهم اليومية.
وأشار البيان إلى أن الاعتداءات الأخيرة طالت ممتلكات عامة وخاصة في البلدة، فيما أقدم المعتدون على كتابة شعارات عنصرية على جدران الكنيسة التاريخية، تضمنت شتائم بحق السيدة العذراء والمعتقدات المسيحية، في انتهاك واضح لحرمة الأماكن المقدسة وتاريخها العريق.
وأعرب البطاركة ورؤساء الكنائس عن أسفهم لاختزال البيانات الرسمية الإسرائيلية لما جرى بوصفه أضرارا مادية، متجاهلة السياق الأوسع للاعتداءات المتكررة وما تحمله من تبعات خطيرة، معتبرين أن هذا الخطاب يشجع المعتدين ويتعارض مع التزامات إسرائيل القانونية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية الإرث الثقافي وحرية العبادة.
كما عبروا عن قلقهم من الحملة التضليلية التي أطلقتها مجموعات مرتبطة بالمستوطنين عقب الزيارات الدبلوماسية الأخيرة إلى البلدة، مشيرين إلى أن هذه الروايات تهدف إلى تشويه صورة الضحايا وصرف الأنظار عن الانتهاكات القائمة.
وحذر البيان من مناخ "اللامساءلة" الذي يهدد مقومات الحياة في أرض القيامة، مشددا على أن غياب المحاسبة يضعف الأسس الأخلاقية والقانونية التي يفترض أن يقوم عليها السلام والعدالة، ويهدد الوجود المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة.
وطالب البطاركة ورؤساء الكنائس، الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات واضحة تشمل محاسبة الجناة دون تأخير، وتوفير الحماية الفاعلة والمستدامة لأهالي الطيبة وسائر المجتمعات المعرضة لاعتداءات المستوطنين، والوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية وضمان المساءلة أمام القانون.
ووجهوا الشكر والتقدير لأعضاء البعثات الدبلوماسية الذين زاروا البلدة ووقفوا إلى جانب أهلها، مؤكدين أن حضورهم يشكل دعما معنويا مهما ويمنح الأمل للسكان، داعين إلى استمرار اليقظة والعمل المشترك من أجل سلام قائم على العدالة.