رحلة عمر كلها حكايا صبر وكد ؛ خلاصتها من رصف طرقات الوطن وتمهيدها الى استاذ جامعي في ارقى جامعاته ، بالصبر والمثابرة والصدق والثبات يصنع الانسان حياته ، ويسجل تاريخه .
ابو عمار بصمة حقيقية ناصعة البياض في سجل بني حميدة .
حماد ، سلامة ، المثابر ، صانع الامل ؛ كل هذه الاسماء تليق بك .
رغم كل الارهاصات في طريقه كان يتجاوزها بامعان ويصنع مستقبله باصرار الواثق .
سلاح الجو كان محطة في حياته ، والعراق كان ايضا محطة في حياته ، بداية النجاج كان في الهند ؛ من البكالوريوس الى الدكتوراه .
في الولايات المتحدة الأمريكية واصل الليل بالنهار ، كدّ وواصل التعب بالتعب بالحلال ، ليبني اسرة ويبني وطن ويؤسس انموذجا قل نظيره في النجاح والانتصار على كل الهنات والعقبات .
ابو عمار ؛ الرجل الذي مارس كل الاعمال صغيرها وكبيرها من الزراعة الى راصف للطرقات في ورش الاشغال العامة الى بائع ورود الى استاذ جامعي .
سلامة ؛ صديق الجميع ، صديق ابي وصديق اخواني وصديقي ، وصديق كل من عرفه .
ابو عمار المحب البشوش صاحب الابتسامة الدائمة ، دائم الخير والتواصل ، دائم النظر للامام .
قال لي يوما انا لا استغرب هذه الحفاوة بالالفاظ والمعاني والحكمة في كتاباتك ، فانت وريث ابيك ، فكل شيء يورث ؛ الاخلاق والسلوك والعادات والتعامل.... _ انظر حولك في المجتمع أو قلب صفحات الفيس وانظر كيف يكون المجتمع كل على شاكلة ابيه - فلقد قال لي ابيك ابو مفضي " ان ابن الحياة مغبون فيها " يقول وكنت انا المتعلم اظن ان مغبون كلمة عامية ولم اعلم بأنها غارقة في الفصحى وابنة بجدتها ، فقلت له ؛ رعاك الله يا دكتور اجمل ما في بلادنا فطرتها ، وعاميتها ابنة الفطرة ، فطرة في القلوب وفطرة في النوايا فطرة اهل هذا الحمى خالية من الشوائب ، اسأل الله العلي القدير أن لا تلوثها الاجيال ، وقلت ايضا كم اسعفتني العامية في الكتابة احيانا فرب بيت شعر نبطي يختزل الكثير من المعاني والمغازي .
ابو عمار ، كان مدرسة في التفاني وانموذجا في الطموح وصناعة الامل والنجاح .
الدكتور سلامة تعلمنا منه ان ثمة فرق كبير بين من يبني العقول والذمم على الطريق القويم ، وبين من يلوث العقول ويبع ويشري الذمم بلا ذمم .
سامحوا هذا الرجل ولا تبخلو عليه بخالص الدعوات الطيبات المباركات .
" اللهم انزله منزلا مباركا وانت خير المنزلين ، اللهم انظر اليه نظرة رضا فإن من تنظر اليه نظرة رضا لا تعذبه ابدا " .