لم تكن طريق أحمد الشرع بعد دخوله دمشق مفروشة بالورود، بل واجه إرثًا ثقيلًا تراكم عبر سنوات طويلة من حكم نظام الأسد، الذي اعتمد على إذكاء الأحقاد الطائفية وإضعاف الجيش السوري من خلال بنائه على أسس طائفية. كما فتح الباب أمام التوسع الإيراني وامتداد مشروعه ذي الأبعاد الصفوية، في الوقت الذي ظلت فيه إسرائيل بمشاريعها التوسعية وإمكاناتها العسكرية تمثل الذراع الضاربة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وزاد المشهد تعقيدًا دفعُ بعض الأقليات العرقية والدينية نحو مواقف ساهمت في إضعاف الدولة السورية وجرّها إلى هاوية الانصياع للمشروع الصهيو-أميركي، والاكتفاء بما يُلقى لها من فتات.
إن هذا الواقع المرير يتطلب سياسيًا بارعًا في فنون المناورة والدهاء السياسي، ليتمكن من الخروج من هذه المآزق المتشابكة في ظل غياب دعم حقيقي من قوى عالمية كبرى تساعده على اجتياز هذه المتاهات.
لذلك، قد يكون من الإنصاف أن نلتمس للرجل العذر، وندعو الله أن يوفقه ويعينه في مواجهة هذا الإرث المعقد.