أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام في المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: "إن الله جلت حكمته لم يخلق عباده هملًا، بل خلق الموت والحياة، ليبلوهم أيهم أحسن عملًا، فاتقوا الله رحمكم الله، واعملوا في رضاه قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله، فقد فاز فوزًا عظيمًا)"، مبينًا أن الله تعالى خلق الإنسان ضعيفًا، فالضعف مبدؤه، وإليه منتهاه قال- تعالى-: (الله الذي خلقكم من ضعف، ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير)، والمرء في هذه الحياة الدنيا لا يكاد يسلم من الشدائد والكربات، والمخاوف والمكدرات، فيحتاج فيها إلى سبب يعينه ويقويه، ويجبر ضعفه ويسليه، وإن من أعظم تلك الأسباب الأذكار الواردة في السنة والكتاب، فذكر الله من أيسر الأعمال التي يشغل المسلم بها وقته، ويحيي بها قلبه، ويؤنس بها وحشته، ويرضي بها ربه، فذكر الله لا يسأمه الجليس، ولا يمله الأنيس، وإن من ذخائر الأذكار، كنزًا عظيمًا تحت عرش الجبار، وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عليه، ورغب أمته فيه.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أن العبد محتاج إلى الاستعانة بالله على فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات، فمن حقق الاستعانة، أعانه الله، وهو معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا حول للمرء عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته، ولا تحول له من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقص إلى زيادة، ولا دفع شر، ولا تحصيل خير، إلا بالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فلا حول ولا قوة إلا بالله نفيًا لأي تحول من حال إلى حال، إلا بالله ذي الجلال والكمال، وهي تطرد الهم والحزن عن صاحبها؛ لأن قائلها يستعين بخالقه، ويفوض الأمر إليه، ويبرأ من حوله وقوته وعجزه، ومن حول كل مخلوق مهما بلغت مكانته، إلى حول الله وقوته وجبروته، فمن كان هذا قوله وفعله واعتقاده، كيف يخذله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، سبحانه من إله كريم رحيم.