حقق المنتخب الوطني الأردني إنجازا غير مسبوق بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، في لحظة فخر وطنية تجسدت بدعم لا محدود من القيادة الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، إلى جانب جهود الاتحاد الأردني لكرة القدم بقيادة سمو الأمير علي بن الحسين.
كما كان لعزيمة اللاعبين ومؤازرة الشعب الأردني دور محوري في هذا الإنجاز، الذي يجب أن يشكل نقطة انطلاق لإعادة بناء المنظومة الرياضية، من خلال دعم الأندية وتطويرها باعتبارها الحاضنة الأساسية للمواهب الوطنية.
ورغم السماح للأندية بإنشاء شركات، إلا أن القوانين الحالية وخصوصا المادة (24/ب) من نظام تسجيل وترخيص الأندية، لا تتيح استقلالا حقيقيا لهذه الشركات، إذ تبقى خاضعة لإدارة النادي، ما يعيق تحقيق الاستقلال المالي والإداري، كما أن ممتلكات الأندية تعتبر أموالا عامة أو مستأجرة من الدولة، ما يمنع استثمارها بحرية، ويحد من فرص تطوير المنشآت والبنية التحتية.
هذا التحول الحقيقي نحو الاحتراف لن يتحقق دون تعديل التشريعات الناظمة، لتمكين الأندية من العمل كشركات مستقلة، وتحرير قراراتها من هيمنة الهيئات العامة التقليدية، وضمان استدامتها المالية عبر الاستثمار والحوكمة الفعالة.
إن هذا الإنجاز المونديالي يجب أن يكون بداية لتأسيس رياضة أردنية احترافية، قائمة على دعم مؤسسي للأندية، واستثمار حقيقي في المواهب، وإدارة عصرية تحقق الاستدامة والتميّز، فالكرة الآن في ملعب صانعي القرار.