«بيت التصدير» يلتقي صناعيي إربد والشمالي: لا تصدير دون مشاركة فعلية في المعارض الدولية
نيروز – محمد محسن عبيدات
نظّمت غرفة صناعة إربد، اليوم الخميس 10 تموز
2025، لقاءً موسّعًا جمع صناعيي المحافظة مع شركة "بيت التصدير" (Jordan
Exports)،
بحضور الرئيس التنفيذي للشركة يوسف الشمالي، وأمين عام وزارة الصناعة والتجارة والتموين
دانا الزعبي، ورئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير، ورئيس غرفة صناعة
إربد هاني أبو حسان،ومدير غرفة صناعة اربد نضال الصدر، إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية.
ويأتي اللقاء بهدف مناقشة التحديات التي تواجه الشركات الصناعية في مجال التصدير، وصياغة خطة عمل مشتركة لتعزيز عضوية المصنّعين في "نادي بيت التصدير"، وتنظيم ورش تدريبية متخصصة، والمشاركة في المعارض الخارجية، وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الأردنية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيت التصدير،
يوسف الشمالي، إن التصدير إلى دول العالم لا يمكن أن يتحقق بشكل فعّال دون المشاركة
المباشرة في المعارض الخارجية، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تتيح للشركات عرض منتجاتها
بشكل مباشر للمستوردين المحتملين، وتُقام عادةً بدعم كبير من الدول المضيفة. وأضاف
الشمالي: "لقد أثبتت التجربة أن المشاركة في المعارض تمثل وسيلة تسويقية أكثر
فاعلية من الترويج عبر المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فالاتصال المباشر
بالزبائن يختصر المسافات ويعزز الثقة." وأشار إلى أن الشركة قدّمت منذ عام
2022 دعمًا مباشرًا بقيمة 12 مليون دينار ضمن برنامجي تسريع وترويج الصادرات، استفادت
منه مئات الشركات التي استوفت شروط المشاركة، بتمويل يصل إلى 50 ألف دينار لكل شركة.
وأوضح أن بيت التصدير يواصل تقديم خدماته لدعم نمو وتطور القطاع الصناعي، من خلال تشبيك
الشركات الأردنية مع المعارض الدولية، وتوفير برامج تدريب متخصصة لبناء قدرات الفرق
العاملة في تلك المصانع.
من جهتها، أكدت أمين عام وزارة الصناعة والتجارة
والتموين دانا الزعبي، حرص الحكومة على دعم القطاع الصناعي، باعتباره من القطاعات الحيوية
التي تسهم في تحفيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل. وقالت الزعبي خلال اللقاء: "تنفّذ
الوزارة برامج دعم متنوعة وموجهة للشركات الصناعية، ونشجّع المصنّعين على تقديم ملفات
مكتملة تستوفي الشروط للاستفادة من هذه البرامج، التي حققت نجاحات ملموسة على أرض الواقع.
وأضافت: "لقد استفادت أعداد كبيرة من الشركات من تلك البرامج، واستطاعت توسيع
عملياتها، وتحقيق نتائج تصديرية ملموسة، وهو ما نعمل على استدامته وتوسيعه ليشمل قطاعات
جديدة."
بدوره، شدّد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان
المهندس فتحي الجغبير، على أهمية المشاركة المباشرة والفعالة في المعارض الدولية، معتبرًا
أن التشبيك مع الزبائن من خلال هذه الفعاليات يصنع الفارق الحقيقي في رفع حجم الصادرات.
وأوضح الجغبير: ان شركات صناعية عديدة شهدت مضاعفة صادراتها بعد المشاركة في المعارض
الدولية، بعكس الاعتماد على المراسلات الإلكترونية فقط. المطلوب هو الانخراط الفعّال
في النشاطات الترويجية الخارجية، لما لها من أثر مباشر وسريع في فتح أسواق جديدة."
من جانبه، أشار رئيس غرفة صناعة إربد هاني
أبو حسان، إلى أن الغرفة تضع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في مقدمة أولوياتها،
خاصة فيما يتعلق باستقطاب المستثمرين، وخصوصًا من الأشقاء السوريين الذين يشكّلون رافدًا
مهمًا للقطاع الصناعي. وقال أبو حسان: "نحرص في غرفة صناعة إربد على البحث المستمر
عن البرامج والخطط التي تسهم في دفع عجلة التنمية الصناعية، وسنعمل بالتعاون مع شركة
بيت التصدير على تنظيم ندوات ودورات تدريبية تستهدف القطاع الصناعي في المحافظة، بما
يساعد على تذليل العقبات، وتعزيز جاهزية الشركات للتحديث والتطوير." وأضاف:
"تمثل شركة بيت التصدير منصة وطنية استراتيجية متكاملة لدعم الصناعيين الأردنيين
في الوصول إلى الأسواق العالمية. ونرى أن برامجها تمثل فرصة ذهبية أمام الشركات الأعضاء
في الغرفة للاستفادة من تلك الخدمات الحيوية." ولفت إلى أن تلك البرامج تُسهم
في رفع الجاهزية الفنية والعملية للمُصدّرين، وتحسين جودة التغليف والامتثال للمعايير
الدولية، ما يسهم بدوره في فتح أسواق جديدة وزيادة فرص العمل في القطاع الصناعي.
وخلال اللقاء، طالب عدد من الصناعيين إدارة
شركة بيت التصدير بتوسيع جهودها نحو استهداف أسواق جديدة لمختلف المنتجات الأردنية،
والعمل على توفير قاعدة بيانات تربط الشركات المحلية بالمستوردين في الدول المستهدفة.
كما دعوا إلى عقد ورش عمل متخصصة، وتقديم الدعم الفني والمالي للشركات الصغيرة والمتوسطة،
وتعزيز حضور المنتجات الأردنية في المنصات الترويجية العالمية، بما يعكس جودة الصناعة
الوطنية وتنوعها.
وتُعد شركة بيت التصدير (Jordan
Exports)
مبادرة وطنية تأسست كشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتهدف إلى تطوير وتنمية وترويج
الصادرات الأردنية. وتمثل الشركة المظلة الرئيسية لهذا التوجّه، من خلال التنسيق مع
مختلف الجهات المعنية وتوفير حلول مبتكرة تدعم استدامة قطاع التصدير ورفع قدرته التنافسية
في الأسواق العالمية.
اختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية مواصلة
التنسيق بين غرفة صناعة إربد وشركة بيت التصدير، بهدف تمكين الشركات الصناعية من الوصول
إلى أسواق جديدة، واستثمار الفرص المتاحة، ومواجهة التحديات التي تعيق التوسع في التصدير،
في ظل منافسة عالمية متزايدة.
وقد اتفق الحاضرون على بلورة خطة تنفيذية
مشتركة تترجم هذه التوجهات إلى برامج عملية خلال الأشهر المقبلة، بما ينعكس على تنمية
قطاع الصناعة في محافظة إربد والاقتصاد الوطني بشكل عام.