تكاتف رسمي وشعبي لمواجهة آفة العصر ورسالة وطنية من إربد: لا مكان للمخدرات بيننا
نيروز – محمد محسن عبيدات
إربد – في مشهد وطني لافت يؤكد وحدة الصف
الأردني في مواجهة أخطر التحديات الاجتماعية، نظمت جمعية حماية الأسرة والطفولة في
إربد مسيرة توعوية كبرى بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، حملت شعارًا إنسانيًا
بليغًا: "الأسرة أمل والمخدرات ألم"، وذلك برعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء
الأسبق العين سمير الرفاعي، وبمشاركة رئيس بلدية اربد الدكتور نبيل الكوفحي ، ورئيس اتحاد الجمعيات الخيرية صلاح الزعبي ومدير مدارس البشر الدكتور محمد الروسان ومشاركة واسعة من المؤسسات الرسمية والمجتمعية والشبابية.
وانطلقت المسيرة من أمام مقر الجمعية وصولاً
إلى مدارس البشر الدولية، بمشاركة لافتة من ممثلي الأجهزة الأمنية، وطلبة المدارس والجامعات،
ونوادٍ رياضية، وجمعيات أهلية، إضافة إلى شخصيات وطنية وناشطين ومهتمين بالتوعية المجتمعية.
الرفاعي: بناء الإنسان أهم من بناء الحجر
في كلمته خلال الفعالية، أكد دولة رئيس الوزراء
الأسبق العين سمير الرفاعي أن خطر المخدرات لا يهدد الفرد فقط، بل يتسلل إلى صميم الأمن
المجتمعي والأسري، لافتًا إلى أن التوعية تشكّل خط الدفاع الأول، بل هي صمام الأمان
الحقيقي. وأضاف: "علينا أن نؤمن بأن الأسرة القوية الواعية هي الحصن الأول، والأم
هي المعلمة الأولى، والمدرسة هي البوابة الثانية للحماية. إن مكافحتنا للمخدرات يجب
ألا تكون موسمية أو مناسبة عابرة، بل جهد دائم ومتصاعد، ومبني على المشاركة لا الإلقاء
بالعبء على طرف واحد". ودعا الرفاعي إلى بناء تحالف وطني مجتمعي متكامل، يربط
بين الأمن والتربية والإعلام والدين والرياضة والثقافة، في جبهة متحدة ضد هذه الحرب
الخفية.
الكفيري: نريد مجتمعات يقظة وشبابًا محصّنين
من جانبه، أكد رئيس الجمعية كاظم الكفيري
أن هذه المسيرة التوعوية ليست إلا واحدة من عشرات الأنشطة التي تنفذها الجمعية على
مدار العام، مشددًا على أن الوعي المجتمعي يشكّل حجر الأساس في الوقاية من المخدرات.
وقال:"نحن لا نقدم حلولًا آنية، بل نؤمن بأن الحل الحقيقي يكمن في بناء منظومة
قيمية تبدأ من الأسرة وتمتد إلى كل ركن في المجتمع. علينا أن نعمل جميعًا على تمكين
الشباب بالمعرفة والثقة والقدرة على قول لا، وأن نتيح لهم البدائل الإيجابية التي تبعدهم
عن مسارات الانحراف". وأشار إلى أن الجمعية تولي اهتمامًا خاصًا لفئة اليافعين
والمراهقين، كونهم الأكثر استهدافًا من قبل مروّجي السموم، مؤكدًا على ضرورة تكامل
الجهود بين القطاعات كافة.
المجالي: آفة عابرة للحدود وسلاحها التسلل
المجتمعي
أما اللواء المتقاعد طايل المجالي، فقد تحدث
بخبرة أمنيّة وميدانية، مؤكدًا أن ظاهرة المخدرات لم تعد شأنًا محليًا فحسب، بل هي
جزء من شبكات إجرامية عابرة للحدود تستخدم أساليب متطورة لاختراق المجتمعات الآمنة.
وقال المجالي: "نواجه اليوم حربًا غير تقليدية، طرفها الأول عصابات محترفة تسعى
إلى ضرب استقرار المجتمعات من الداخل، ولا يمكن للجهد الأمني وحده أن يكفي. نحن بحاجة
إلى يقظة مجتمعية متواصلة، تبدأ من البيت وتمر بالحي وتنتهي بالمؤسسة". وأضاف:
"الوعي الاستباقي، ومبادرات كهذه، لها تأثير يفوق الحملات الموسمية. فحين يتحدث
الشباب لبعضهم البعض، وتُدمج الرسائل التوعوية ضمن مناهجنا وأنشطتنا اليومية، نكون
قد بدأنا بإحداث التغيير الحقيقي".
الحموري: استثمار وطني في المستقبل
وأكد وزير الصناعة والتجارة الأسبق، الدكتور
طارق الحموري، أن مواجهة آفة المخدرات تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا وطنيًا بعيد المدى،
مشيرًا إلى أن التعامل مع القضية يجب أن يكون ضمن خطة متكاملة تشمل الوقاية والعلاج
وإعادة التأهيل. وقال الحموري: "لا بد من اعتبار التوعية المجتمعية استثمارًا
وطنيًا حقيقيًا في مستقبل الأردن، وعلينا توحيد الجهود لتصل الرسائل إلى كل بيت ولكل
فرد، خصوصًا في الأرياف والمناطق التي تفتقر إلى مصادر معلومات موثوقة". وأشاد
بالمسيرة بوصفها نموذجًا ناجحًا لما يجب أن تكون عليه الحملات المجتمعية، حيث تتفاعل
فيها كافة الشرائح، ويُعطى فيها الصوت الحقيقي للناس، لا للمنصات الرسمية فقط.
شرارة: الرياضة تخلق جيلًا محصنًا
وفي لفتة رياضية هادفة، قال لاعب المنتخب الوطني ونجم نادي الأهلي محمد أبو زريق "شرارة" إن الرياضة ليست فقط أسلوب حياة، بل هي أيضًا حائط صد قوي يحمي الشباب من الانزلاق نحو الانحراف. وأضاف شرارة: "عندما يلتزم الشاب ببرنامج رياضي يومي، فإنه يبتعد عن رفاق السوء، ويملأ وقته بما هو مفيد. أنا شخصيًا ممتن لكل مدرب ومسؤول شجعني في بداياتي، وأدعو كل الجهات لدعم الأندية والمراكز الرياضية لتكون ملاذًا آمنًا للشباب". وأكد أن على الشخصيات الرياضية أن تقوم بدورها في التوعية، لأن لها تأثيرًا مباشرًا على الفئات الشابة، قائلاً: "إذا لم نكن قدوة ومصدر إلهام، فمن سيكون؟".
الروسان: نؤمن أن التوعية تبدأ من المدرسة
بدوره، شدد مدير مدارس البشر الدولية الدكتور
محمد الروسان على أن المدرسة هي نقطة الانطلاق الأساسية في بناء وعي مجتمعي مستدام،
داعيًا إلى دمج مواضيع الوقاية من المخدرات ضمن المناهج بطريقة واقعية ومبسطة. وقال
الروسان: "نحن كإدارة مدرسة لا نكتفي بالتعليم الأكاديمي، بل نسعى لبناء الشخصية
المتوازنة للطلبة. هذا يتطلب تعزيز القيم، وزيادة اللقاءات الحوارية، وإشراك أولياء
الأمور في التوعية والتوجيه". وأوضح أن أبواب المدرسة مفتوحة دومًا لمثل هذه المبادرات،
لأنها "تشكل جزءًا من مسؤوليتنا الوطنية تجاه الجيل القادم".
إبداع شبابي وتكريم داعمين
وتخلل الفعالية عرض مسرحي مؤثر قدمه شباب
مركز الإبداع الشبابي، تناول قصصًا حقيقية حول الإدمان، وتأثيراته النفسية والاجتماعية
على الفرد والأسرة، ولاقى العرض تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، خاصة فئة الطلبة. وفي ختام
المسيرة، تم تكريم عدد من الجهات والمؤسسات والشخصيات الوطنية التي ساهمت في دعم الجهود
التوعوية، في مشهد يعكس روح الامتنان والتكامل في خدمة الوطن.
هذا وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة برامج تنفذها الجمعية بالتعاون مع الفريق الأهلي لمكافحة المخدرات، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يصادف في 26 حزيران من كل عام، لتسليط الضوء على الجهود الأردنية والعالمية المبذولة في هذا المجال.
وتؤكد الجمعية أنها ماضية في رسالتها الإنسانية
والوطنية، الهادفة إلى بناء مجتمع واعٍ، متماسك، وآمن، لا مكان فيه للمخدرات، بل للأمل
والمعرفة والحياة.
A United National Message from Irbid: No
Place for Drugs Among Us
By:
Mohammad Mohsen Obeidat – Nayrouz News
In a powerful show of unity against one
of society’s most pressing threats, the Family and Childhood Protection
Association in Irbid organized a large awareness march on the International Day
Against Drug Abuse. Held under the patronage of former Prime Minister Samir
Al-Rifai, the march drew wide participation from official institutions,
security agencies, youth groups, schools, NGOs, and public figures, under the
slogan: "Family is Hope, Drugs
are Pain.”
Al-Rifai:
Building People Comes Before Building Stone
In his address, Al-Rifai stressed that drugs threaten not just individuals, but
the very fabric of social and family security. He called for continuous,
collective efforts involving families, schools, media, religion, and civil
society to combat this "hidden war.”
Kafeery:
A Wake-Up Call to Empower Youth
Association president Kadhim Kafeery emphasized that true prevention begins
with building values within families and society. "We must equip our youth with
awareness and positive alternatives,” he said.
Majali:
A Cross-Border Threat
Retired Major General Tayel Al-Majali described drugs as a global threat
infiltrating communities through organized crime. "Security efforts alone are
not enough,” he said, highlighting the role of proactive community engagement.
Hammouri:
A National Investment in the Future
Former Minister Dr. Tareq Hammouri called for a long-term, strategic approach
to drug prevention, framing public awareness as a national investment.
Sharara:
Sports as a Shield
National footballer Mohammad Abu Zreik "Sharara” highlighted sports as a
powerful deterrent against drug use, urging more support for youth clubs and
athletic programs.
Rousan:
Awareness Begins at School
Dr. Mohammad Rousan, Director of Al-Bashar International Schools, stressed
integrating anti-drug education into school curricula and engaging families in
awareness efforts.
The event also featured a powerful youth-led play on
addiction and concluded with honoring supporters of the campaign. Organized in
partnership with the National Anti-Drug Network, the event marks a step in a
broader effort to create an aware, resilient, and drug-free Jordan.