دشّن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، اليوم الثلاثاء، مشروع التوسعة الجنوبية لشركة البوتاس العربية، والذي يُعد من أبرز المشاريع الصناعية الاستراتيجية في المملكة، وتقدّر كلفته بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي.
وأكد رئيس الوزراء خلال حفل التدشين، بحضور وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، أهمية المشروع في دعم رؤية التحديث الاقتصادي، وتعزيز تنافسية الأردن في قطاع الصناعات التعدينية، مشيراً إلى أن المشروع سيسهم في خلق فرص تشغيل جديدة، ما يتطلب تهيئة وتدريب أبناء المجتمع المحلي، خصوصاً في محافظات الجنوب، للاستفادة منها في مختلف مراحل التنفيذ.
وأشاد حسان بجهود شركة البوتاس العربية في مجال المسؤولية المجتمعية، مؤكداً أن الحكومة تسعى إلى مأسسة هذا النهج بالشراكة مع القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي، بما يعزز التنمية الشاملة والمستدامة.
ويهدف المشروع إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من مادة البوتاس بنحو 740 ألف طن سنوياً، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 3.7 مليون طن سنوياً، ما ينعكس إيجاباً على الصادرات الوطنية، والاحتياطات من العملات الأجنبية، والإيرادات الحكومية، وفرص العمل.
ويتضمن المشروع إنشاء ملاحات ومصانع جديدة لإنتاج البوتاس والبوتاس الحبيبي، إضافة إلى تنفيذ سلسلة من الأعمال الفنية والهندسية الحديثة، حيث من المتوقع أن تبدأ الأعمال التحضيرية خلال النصف الثاني من العام الجاري، وتستمر عملية التنفيذ لمدة أربع سنوات.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، أن المشروع يمثل استثماراً نوعياً يعزز تنافسية الشركة عالمياً، ويدعم دورها المحوري في الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن القرار جاء انسجاماً مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي وتوجّه الدولة نحو مشاريع إنتاجية عالية القيمة.
وثمّن أبو هديب الدعم الملكي والحكومي المتواصل الذي مكّن الشركة من التوسع، كما أشاد بجهود القوات المسلحة الأردنية في تهيئة أرض المشروع وتطهيرها من الألغام، مما ساهم في انطلاق المشروع بأمان وكفاءة.
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور معن النسور، أن المشروع يندرج ضمن خطة استراتيجية وضعتها الشركة عام 2019 لرفع الإنتاج بنسبة 30% بحلول عام 2030، مؤكداً أن التوسع لا يقتصر على زيادة الكمية فحسب، بل يشمل تطوير صناعات نوعية ذات قيمة مضافة، تسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة الأردن في سلاسل التصنيع العالمية.
وأشار النسور إلى أن المشروع يفتح آفاقاً جديدة للتصدير نحو أسواق أوروبا والأمريكيتين، مع الحفاظ على حصة الشركة في الأسواق التقليدية، مؤكداً التزام الشركة بأعلى المعايير الفنية والبيئية والتنموية خلال مراحل تنفيذ المشروع.