انطلقت اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الحقوق بالتعاون مع كلية الهندسة في جامعة الإسراء، تحت عنوان "الحوكمة البيئية وأثرها في مواجهة التغيرات المناخية"، بمشاركة عدد من المسؤولين والأكاديميين والخبراء.
وأكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة في كلمته أن الحوكمة باتت ضرورة في مختلف مناحي الحياة، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على نهر الأردن ساهم في تفاقم الأزمة المائية في الأردن، وأن الأردن سيبقى داعماً للقضية الفلسطينية وملاذًا لكل من لجأ إليه.
وأكد الروابدة أن الأردن سيبقى الشريك الأساسي في القضية الفلسطينية ودورنا أصيل إلى أن يأتي يوم الذي نكون فيه وحدة واحدة وتتحرر فيه فلسطين، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي أردني أو عربي أو مسلم شريف أن ينسى حرب الإبادة في غزة وما يجري في الضفة الغربية من إزالة وتدمير للمخيمات، تمهيدا لإلغائه، مخاطبا طلبة الجامعة هذا وطنكم يستحق أن تفخروا بالانتماء إليه، وأن هذا الوطن بني على قاعدتين الأولى النسب النبوي لأسرتنا الهاشمية، والثانية أنه جُعل قاعدة للنهضة العربية فأصبحنا وطنا يمثل كل الأمة.
من جهته، شدد رئيس الجامعة الدكتور محمد حامد على أن المعرفة التزام أخلاقي لا رفاهية، وأن البيئة أصبحت محورًا رئيسيًا في عملية التنمية، داعياً إلى مراجعة علاقتنا بكوكب يعاني من اختلال التوازن البيئي نتيجة غياب العدالة.
وأشار من هذا الإدراك العميق لطبيعة المرحلة، تنعقد أعمال هذا المؤتمر ، لا بوصفه فعالية أكاديمية عابرة، بل كجزء من استجابة معرفية ومسؤولية أخلاقية، تفرض علينا أن تراجع أدواتنا، ونعيد بناء منظوماتنا القانونية والإدارية على أسس أكثر عدلا وشفافية وتكاملا ، فالتحديات لم تعد تحتمل الحلول المجتزأة، ولا السياسات القصيرة النفس، بل تحتاج إلى وعي مؤسسي يقوده علم رصين وإرادة واعية.
وأكد رئيس لجنة البيئة والمناخ النيابية، الدكتور حمزة الحوامدة، أن التلوث واستنزاف الموارد يشكلان تهديدًا بيئيًا يتطلب حلولاً عاجلة في ظل التوسع الصناعي والنمو السكاني، وأصبح من الملحوظ اليوم أن مستقبلنا الجماعي يعتمد على النتيجة التراكمية لأعمالنا، أمام زيادة غير مسبوقة في عدد السكان ومحدودية الموارد الطبيعية، فغدا من الضروري مواكبة التطورات التكنولوجية في ضوء ارتفاع عدد المصانع والآلات لتلبية الطلب المتنامي للسكان والذي نتج عنه مشكلتان أساسيتان تمسان النظام البيئي هما : التلوث واستنزاف الموارد الطبيعية وهذا ما شكل خطراً حقيقياً مصاحباً معه العديد من الآثار السلبية المترتبة على البيئة، منها الاحتباس الحراري وثقب الأوزون الحراري، ونضب مصادر المياه واختلاف طبيعة التربة وعدة قضايا بيئية أخرى أدت إلى تدهور النظام البيئي.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير دائرة الأرصاد الجوية المهندس رائد آل خطاب، أن الأردن من أوائل الدول التي التزمت باتفاقية باريس للمناخ، ويعمل على مشاريع للتكيف وخفض الانبعاثات، ضمن رؤية يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيق العدالة المناخية.
وأشار عميد كلية الحقوق، الدكتور محمود الشوابكة، إلى أهمية المؤتمر في صياغة تشريعات دولية تحقّق التوازن بين الإنسان والطبيعة، فيما أكدت عميدة كلية الهندسة، الدكتورة منى هندية أن التغير المناخي بات قضية شاملة تتطلب تحديث منظومات الحوكمة وتعزيز العدالة للفئات المتضررة