في مجتمعاتنا، نواجه يوميًا أشخاصًا يتغيرون حسب الظروف، كأنهم يرتدون أقنعة متعددة، يبدون الود عندما يحتاجون إليك، ثم يتجاهلونك فور تحقيق مآربهم. هؤلاء لا يقدرون المعروف، ولا يعترفون بالجميل، بل يتعاملون مع الآخرين وفق مبدأ "خذ مصلحتي ومضِ في حال سبيلك".
ازدواجية التعامل.. قلة احترام أم نقص في الشخصية؟
التعامل بوجهين يعكس شخصية غير مستقرة، تعاني نقصًا في القيم والمبادئ. فالإنسان الواثق من نفسه ثابت في تعامله، لا يتغير وفق مصلحته. أما المتلونون، فيرون في العلاقات وسيلة لتحقيق أهدافهم، غير مكترثين بالمشاعر أو الاحترام المتبادل.
لماذا يصبح البعض بوجهين؟
قد يكون الغرور سببًا رئيسيًا، حيث يرى البعض أنفسهم فوق الآخرين، فيتعاملون معهم وفق الحاجة لا الاحترام. كذلك، الحقد والكره يدفعان البعض إلى التلون، فهم يتظاهرون بالود بينما يخفون نواياهم الحقيقية.
هل يمكن تبرير تغير الأشخاص بحجة الظروف؟
البعض يبرر تغيره بالضغوط الحياتية، لكن الحقيقة أن الأصيل يبقى ثابتًا مهما تبدلت الأحوال. الظروف قد تكشف معادن الناس، لكنها لا تخلق الخيانة أو النفاق، بل تسلط الضوء على حقيقتهم المخفية.
التعامل مع النفوس المتلونة يحتاج إلى وعي وحذر، فلا تمنح ثقتك بسهولة، وتذكر أن الأفعال أصدق من الكلمات. حافظ على أصالتك، ولا تسمح لخيبات الأمل أن تغير نقاء قلبك.