ظلت آلية عمل المعدة في أثناء حالة التقيؤ لغزاً أمام العلماء لعقود عدة، حيث حاولوا التوصل لكيفية تلقي الدماغ إشارة إنذار لإفراغ المعدة.
وفي دراسة جديدة، أفاد باحثون بأن كلاً من البكتيريا وأدوية العلاج الكيميائي يبدو أنها تحفِّز المسارات الجزيئية نفسها في القناة الهضمية.
وأظهرت النتائج، التي استندت إلى تجارب أجريت على الفئران ونُشِرت في مجلة Cellأن سماً جرثومياً وأدوية كيماوية أطلقت سلسلة من الرسائل العصبية المتشابهة التي تسبب الغثيان.
وكان اختيار الفئران للدراسة أمراً غير معتاد، لأن الفئران لا تستطيع أن تتقيأ، لذا استخدم الباحثون القطط والكلاب في الماضي، لكن بيولوجيا الفئران بشكل عام مفهومة بشكل أفضل بكثير، لذلك حاول العلماء هذه المرة دراسة التقيؤ على الفئران.
تساءل تساو بينج، الأستاذ في جامعة تسينغهوا في بكين، وزملاؤه عمّا إذا كانت الفئران قادرة على الشعور بالمرض بالطريقة التي يتصرف بها الناس بعد تناول دواء كيماوي أو وجبة سيئة - أو قريباً بما يكفي.
وقال بينج: "إذا أردنا الحصول على أدوية أفضل، فنحن بحاجة إلى معرفة الآلية التفصيلية".
أعطى الباحثون، الفئران، سماً بكتيرياً وراقبوها عن كثب بكاميرات عالية السرعة، ووجدوا أن القوارض بدأت تفتح أفواهها بشكل غريب بعد العلاج.
وأظهرت المزيد من الاختبارات أن عضلات البطن كانت تتحرك مثل حركة معدة البشر عند التقيؤ. في الواقع، يعتقد العلماء أن الفئران كانت تتقيأ.
وجعل عقار كيماوي الفئران تتصرف بشكل مشابه، لذلك تعمّق العلماء في معرفة الخلايا التي تتفاعل مع هذه المحفزات وكيف عملها.
نتيجة التجربة
توصل الباحثون أن خلايا عصبية معينة في الدماغ تطلق نواقل عصبية عندما يصل الدواء أو السم إلى القناة الهضمية.
واكتشفوا خلايا في الأمعاء الدقيقة تفاعلت مع وجود هذه المواد الضارة، وكان أحد العوامل المركزية في مسار الغثيان والتهوع هو جزيء جهاز المناعة يسمى إنترلوكين 33 أوIL33.
وخلصوا إلى أن من المحتمل أن الأدوية التي تتداخل مع IL33 أو جزئيات أخرى في هذا المسار يمكن أن تساعد في تخفيف معاناة الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي.
وقال الدكتور بينج إن الفئران التي قدمت محاكاة التسمم الغذائي ظلت غير مرتاحة لمدة 24 ساعة بعد تلقي السموم البكتيرية، وبعد ذلك، عادت إلى وضعها الطبيعي.
هذه الورقة - التي تحدد سلوك الفئران في حالة القيء وتكشف المسار الذي تسلكه الإشارات من القناة الهضمية - هي خطوة أولى في تحسين نوعية الحياة في مرضى العلاج الكيميائي، إذا ثبتت النتائج على البشر.