يُعد العلاج الطبيعي الفيزيائي أحد أنواع الرعاية الصحية للمرضى،خاصة المرتكز منها على التمارين العلاجيةوالأنشطة البدنية،وقد أثبتت الكثير من الدراسات حول العالم فعالية العلاج الطبيعي في تحسين جودة الحياةوالصحة العقليةوالرفاهية النفسية للمرضى على اختلاف حالاتهم المرضية.
وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية ان مقومات جودة الحياة تعمل على جميع الأصعدة الجسمانيةوالعقليةوالشعوريةو النفسية،وهي تتلخص في قدرة الشخص على القيام بالوظائف الحركيةواللياقة البدنية،والقدرة على التفكير بوضوح و تناسق والشعور بالمسؤوليةوالقدرة على اتخاذ القرارات،وإقامة علاقات اجتماعيةوالإنخراط في الأنشطة المجتمعية المختلفة،كما تشمل قدرة الشخص على التعبير عن المشاعروالراحة النفسية دون وجود الإضطرابات.
تُقاس جودة الحياة الصحية للأفراد بمجموعة من المؤشرات الدالة على الحالة الصحية المدركة ذاتيًا،والأداء البدني و العاطفي،وشعور الشخص بالرضا عن نفسه وعن حالته الصحيه وصحة البيئة المحيطة به،ورغبته دومًا في الحصول على حياة بجودة أفضل.أما في المجتمعات فتقاس جودة الحياة الصحية بمجموع التصورات الصحيةوالبدنيةوالعقليةوما يرتبط بها من المخاطروالظروف الصحية المجتمعيةوالحالة الوظيفية،والدعم الإجتماعي والحالة الإقتصاديةو الموارد على مستوى المجتمع، والظروف و السياسات والممارسات التي تؤثر على التصورات الصحية للسكان داخل الدولة.
لذا فإن عملية تأهيل المريض القائمة على العلاج الطبيعي الفيزيائي داخل المستشفيات والمراكز من خلال التمارين والأنشطة والأدوات المساعدة في الحركة قادرة على تقليل الشعور بالألم وزيادة النشاط الحركي للمريض بشكل عام واستعادة حركة العضلات والمفاصل وتحسين التوازن ، كما تعمل على تقليل خطر السقوط خاصة لكبار السن، وتعزيز الصحة العامة والتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ومضاعفاتها.
مما بطبيعة الحال ينعكس إيجابًا على الصحة العقلية فتجد تحسنًا في الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية،ورفع مفهوم الذات والثقة بالنفس ما يُحسن من صورة الجسم بدلًا من الشعور بالحرج والخجل المرافق للمرض خاصة لذوي الإعاقات الدائمة ، كما تزيد جلسات العلاج الطبيعي من التواصل مع الآخرين من نفس الحالة والإندماج في المجتمع ، وتقلل من التوتر والقلق والإكتئاب ويُحسن من عادات النوم .
بمعنى ان عملية تأهيل المرضى القائمة على العلاج الطبيعي تجود حياة الأفراد وتزيد من رفاهيتهم وتعمل على التوازي بهدف النهوض بالصحة الجسديةوالنفسية معًا.