خلال السنة الماضية بدَأت جائحة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم بأسره في أقل من ثلاثة شهور. ولكي نبقى آمنين اتخذَت العديد من حكومات الدول بل أغلبهم إجراء الحظر المنزلي الدائم لتخفيف التجمعات والإختلاط بين الناس، لأن هذا الفيروس معدٍ وينتشر بسرعة. وعلى أساس ذلك أغلق الدوام في جميع المدارس وتحول التعليم من الوجاهي إلى التعلّم عن بعد باستخدام التكنولوجيا والإنترنت.
كانت تجربة التعلّم عن بعد تجربة جديدة وفريدة من نوعها، وبسبب ذلك فقد واجهنا العديد من التحديات والصعوبات. فما الذي يمكن أن نفعله غير الإكتفاء بالتعلّم عن بعد؟ فإنه ضروري لإستمرار عملية التعلّم والتعليم لإنتاج جيل واعٍ ومثقف ومتعلم. كما أن التعليم حق أساسي للطلبة.
في البداية كان المعلمون والمعلمات يرسلون لنا تسجيلاً مصوراً للدرس وكانت الحصص أقل، فنتيجة ذلك لم نقدر على تعلّم كافة منهاجنا، وقامت المدرسة أيضاً بإرسال الواجبات لكي يقدروا أن يعرفوا مستوانا في التعلّم عن بعد، وأيضاً لنتمكن من فهم الدورس كاملة. ولكن، فقد استغَّلَ العديد من الطلاب هذه الفرصة لعدم الدراسة، وغش الإمتحانات والوجبات، والذي أدى إلى عدم تعلّم العديد من الطلاب. وقد واجهنا مشكلة التواصل مع المعلمة حيث يصعب أن نوجه الأسئلة لها لأنّ الدرس مسجّل وليس مباشراً. وهذا كله حدث في الفصل الثاني من العام الدراسي إلى نهاية شهر خمسة.
وفي نهاية السنة الجديد، تحولنا من استخدام التسجيلات المصورة إلى استخدام التطبيقات التي تتيح الفرصة للتواصل مباشرة مع المعلمة. وهذا حسّن التعليم حيث أصبحنا نقدر على التواصل مع المعلمة وهي تشرح الدرس. فأصحبنا في هذه المرحلة نأخذ نفس عدد الحصص الطبيعية، ونفس البرنامج الوجاهي كله في التعلم عن بعد. ولكن على خلاف ذلك أحسّ العديد من الطلاب بأن التعلم عن بعد نقمة وليس نعمة، لأنّ:
أولاً: يصعب التركيز في الصف والتشتت، والإلتهاء بأي شيء آخر وارد.
ثانيا: الجلوس أمام شاشة الحاسوب جعل هناك لا معنى للتواصل، وسبب مشكلات نفسية وصحية عديدة والتي أثَّرَت على أداء جميع الطلاب.
ثالثا: أتاح التعلم عن بعد الفرصة لعدم التعلم لجميع الطلاب حيث يمكنهم الهروب وعدم الحضور للحصص.
وفي لحظة الإعلان عن العودة للتعليم الوجاهي، فرحت كثيراً لأنني أخيراً سأعود إلى بيتي الثاني، حيث أبني شخصيتي وأتعلم وأتعرف على أناس جدد، وأقضي وقتاً ممتعاً بعيداً عن الشاشة والتكنلوجيا والعالم الإفتراضي.
لذلك، يجب علينا أن نشكر الله على كل شيء، وأن نقدَّر كل شيء لدينا لأننا في وقت قصير قد نخسرها بسهولة مثلما حدث بالطلاب والمدارس.