في ظل مبادرة وزير الداخلية معالي مازن الفراية لتنظيم العادات المجتمعية، تبرز قضية لا تقل أهمية عن غيرها، بل تلامس جوهر الأمن القيمي والاجتماعي في الأردن، وهي فوضى ما يُسمّى بالمؤثرين والمشاهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد تحوّل هذا الفضاء الرقمي إلى ساحة مفتوحة لانتهاك القيم والأخلاق، حيث أساء بعض من يُطلقون على أنفسهم لقب "مشاهير” لصورة الأردن، واستُغلّ آخرون في الترويج لعروض وهمية، وأصبحوا قدوات زائفة لأطفالنا وشبابنا، ينقلون إليهم سلوكيات لا تمتّ لمجتمعنا بصلة.
وبين نساء يقدّمن أنفسهن بصفة "أردنيات” ويتداولن محتوى لا يليق بالهوية الوطنية، ورجال يستخدمون أسرهم وأبناءهم لتحقيق المشاهدات، تتساقط القيم يوماً بعد يوم أمام إغراء المال والشهرة الزائفة، في مشهد يهدد النسيج الأسري والهوية الأخلاقية الأردنية.
الأمر لم يتوقف عند حدود الألفاظ المسيئة، بل تعدّاها إلى استغلال الأطفال، والإساءة للحجاب، والترويج لسلع وهمية دون ترخيص أو رقابة، مما يعرض المواطنين للنصب ويهز ثقتهم بمؤسسات الدولة وبالمحتوى الوطني الرصين.
من هنا، نناشد معالي وزير الداخلية التدخل الحازم لتنظيم هذا الفضاء المفتوح، بما يصون كرامة الأردنيين ويحمي الأجيال القادمة من الابتذال الإعلامي، ويمنع استغلال اسم الوطن في محتوى لا يمثل أخلاقه ولا تاريخه.
كرامة الأردن ليست مادة للترند ولا منصة للابتذال، بل هي سياج الأمن الوطني الذي يجب أن نحافظ عليه جميعاً.