الأردن بلد العز والفزعة، بلدٌ صاغته القبائل والعشائر، فكانت درعه الحامي وسنده في الملمات، وكانت على مرّ التاريخ مناراتٍ للكرامة والشجاعة. لا يُذكر الأردن إلا وتُذكر قبائله، تلك التي حفرت أسماءها على صخر الصحراء ورسمت ملامح الوطنية الصادقة.
ومن بين هذه القبائل العريقة، يسطع اسم "قبيلة بني عطية”، القبيلة التي ارتبط اسمها بالمجد والكرم، والوفاء والإباء.
القبائل الأردنية كلّها سند وعضد، والواحد منها إذا وقف كان بمقام جيش كامل، وفيها تتجلى قيم الشهامة والرجولة. ولكن قبيلة بني عطية كان لها حضورها الخاص، فهي التي لم تتأخر يومًا عن الواجب، ولم تنحني أمام شدة، وكانت دائمًا تضع بصمتها في كل ميدان.
"بني عطية" قبيلة لا يقتصر فخرها على الماضي فحسب، بل يمتد إلى حاضرها المشرق. خرج من أبنائها وبناتها أجيال متعلمة واعية: دكاترة يحملون مشاعل العلم، ومهندسون يشيدون صروح الوطن، ومحامون يرفعون رايات الحق، وأنا منهم؛ محامية أعتز بأنني من بني عطية، وأحمل هذا الاسم بكل ما فيه من معاني الشرف والعزوة.
ولأن كل قبيلة لا بد لها من شيخ يقودها بالحكمة ويرعاها بالكرم، فإن الشيخ فواز بن حامد الأصفر هو علمٌ من أعلامها، ورمزٌ للفخر والوفاء. رجل لا يتوانى عن دعم أبناء قبيلته، يقف معهم في مسيرتهم العلمية والعملية، ويشاركهم أفراحهم وإنجازاتهم. هو أول المباركين وأسبق المهنئين، يحمل قلب الأب، وهيبة الشيخ، وصفاء الرجل الأصيل. ومواقفه الكريمة شاهدة على مكانته، فهو ليس شيخًا بالاسم فقط، بل بالفعل والعطاء.
لقاء تاريخي
ولقد زادني فخرًا واعتزازًا ما جرى قبل أيام، حين اجتمع أبناء بني عطية من الأردن والسعودية ومصر في لقاء تاريخي كريم. كان ذلك الحدث أشبه بعرس قبليّ، التقت فيه الدماء والأنساب على مائدة واحدة، وتجلت فيه معاني العزوة والرحم. اجتمعوا على قلب رجل واحد، ليؤكدوا أن بني عطية حيثما حلّوا يبقون يدًا واحدة وصفًا واحدًا، وأن القربى لا تفرّقها حدود ولا تضعفها المسافات. كان مشهدًا عظيمًا أعاد إلى الأذهان صور التلاحم القديم، وأثبت أن هذه القبيلة ستبقى على العهد، تحمل راية المجد جيلاً بعد جيل.
"يا دار بني عطية"
يا دار بني عطية، يا دار الكرام، ما هزّتكم عواصف الدهر، ولا غيّرتكم الأيام. أنتم الأصل الطيب والظل الوارف، أنتم السند وقت الضيق والعزوة عند الحاجة. نحن منكم، وبكم نفتخر، وفي كل محفل نرفع رؤوسنا عاليًا ونقول: نحن من بني عطية، قبيلة المجد والشرف، ولا فخر أعظم من هذا الفخر.
نقولها بقلوبٍ صادقة: دام الله عزّ الوطن في ظلّ القيادة الهاشمية، وحفظ الله الأردن أرضًا وملكًا وشعبًا، وليبقى مجد القبائل فيه راية لا تنكس أبد الدهر.