مع بزوغ شمس كل صباح، ينهض رجال السير ليكونوا أول الحاضرين في الميدان، يُنظّمون الطرق، يُوجّهون الناس، ويعكسون وجه الوطن المشرق.
هم الجنود الذين لا تغيب عنهم التفاصيل، مهما كانت صغيرة، لأنهم ببساطة اختاروا أن يكونوا في قلب الحركة، وفي صلب المسؤولية.
في كل تقاطع، وإشارة، وزاوية شارع، تجد رجل السير واقفًا بشموخ، يحمل في عينيه عزيمة، وفي قلبه ولاء لا يلين. لا تعنيه حرارة الصيف ولا برد الشتاء، لأنه يدرك أن حضوره يعني سلامة، وأمن، ونظام.
هذا الحضور اليومي المشرّف ليس مجرّد وظيفة، بل هو تعبير حي عن الانتماء الحقيقي للوطن.
رجال السير لا ينظّمون المرور فقط، بل يُعلّمون الناس الالتزام، ويُجسّدون قيم الاحترام، ويُظهرون كيف يكون الولاء فعلاً لا قولاً.
في كل صباح أردني، تتجدد الصورة: علم يرفرف، وقلوب تنبض بالأردن، ورجال سير يُضيئون الميادين بابتسامتهم، وبانضباطهم، وبقدرتهم على ضبط الإيقاع وسط الزحام.