في هذه الأيام، ترتدي مدينة السلط ثوباً مختلفاً، ثوباً يغزل من الضباب والهواء البارد مشهداً يخطف الأنفاس.
السلط، التي تحمل بين جنباتها عبق التاريخ ودفء الحجر العتيق، تبدو أكثر بهاءً حين يلفها الضباب ويعانق تلالها الخضراء.
وسط هذا الجمال، يطل شارع الستين كعلامة فارقة في المدينة.
هذا الشارع الملتف حول السلط كالسوار، يتحول في مثل هذه الأجواء إلى لوحة طبيعية متكاملة؛ الضباب يتسلل بين الأشجار، والأجواء الباردة تمنح المكان نكهة خاصة، تجعل كل من يسلكه يشعر وكأنه يسير في عالم مختلف.
العائلات تتنزه، الشباب يتوقفون عند المقاهي المنتشرة على جانبي الطريق، والأحاديث تزداد دفئاً مع فناجين القهوة والشاي الساخن
. في السلط، لا يحتاج الناس إلى أسباب معقدة ليكونوا سعداء؛ فالطقس الجميل وحده كفيل أن يرسم البسمة على وجوههم.
ما يميز السلط هذه الأيام هو اجتماع البساطة مع الجمال؛ فالمدينة التي تحمل طابعها التراثي الأصيل، تفتح ذراعيها لكل من يبحث عن لحظة هدوء بعيداً عن صخب المدن وشارع الستين في حضن الضباب، يصبح أكثر من مجرد طريق، بل حكاية متجددة يكتبها الجو ويعيشها الناس بحب وفرح.