منذ قيامه على أرض فلسطين المحتلة، لم يعرف الكيان الصهيوني إلا لغة البطش والغطرسة، متكئًا على سياسة ظالمة وضربات غاشمة، كانت السبب الرئيس في إبادة شعب عربي أعزل لا يملك سوى سلاح العقيدة والإيمان.
لقد أثبتت معركة الكرامة عام 1968 أن ما يسمى بـ"جيش الدفاع" ما هو إلا هيكل مسخ، قلوب جنوده واجفة، ونفوسهم مرتجفة، وفرائصهم مرتعبة. فقد ترك الأبطال الأردنيون والفلسطينيون الدليل الملموس على ذلك في دبابات الصهاينة المعطوبة والمدحورة على أرض الكرامة، حيث سُحقت أوهام القوة تحت بسالة المقاومة.
إن جنود الاحتلال، الذين حاولوا الترويج لأنفسهم كأصحاب شجاعة وبأس، لم يكونوا إلا جبناء صفدت أرجلهم في أجسام دباباتهم الحديدية، يفرون عند أول مواجهة حقيقية. وما تماديهم في الاعتداءات المستمرة والغارات المتكررة ليس مرده إلى بطولة أو شجاعة، بل إلى الدعم الأمريكي اللامحدود الذي وفره لهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الحليف الحاقد، الذي لم يتردد في التصريح بأن "نتنياهو هو أفضل صديق لأمريكا".
هذا التصريح وحده كافٍ لكشف حجم التواطؤ الأمريكي مع الكيان الصهيوني، ونسي ترامب – أو تناسى – أنه أكبر مجرم في التاريخ الحديث بحق العرب والمسلمين، وأنه بسياسته تلك رسّخ حالة الظلم، لكنه لم ولن ينجح في كسر إرادة الشعوب.
فالزمن كفيل بإثبات أن القوة لا تقاس بترسانة عسكرية، وإنما بصمود أصحاب الأرض، وإيمانهم بعدالة قضيتهم، وقدرتهم على تحويل كل محاولة إذلال إلى معركة كرامة جديدة.