كيف يقرأ المواطن العادي موقفًا للسياسة الخارجية الأردنية؟ وما المطلوب لكي يكون المجتمع الأردني، بكل مكوناته، امتدادًا وسندًا لقوة الدفع السياسي الخارجي؟
لتحقيق ذلك، هناك متطلبات أساسية يمكن تلخيصها في خمسة محاور رئيسية:
1.ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية الجامعة
•بناء وعي وطني متماسك يقوم على الانتماء للدولة الأردنية كإطار يحتضن جميع المكونات دون استثناء.
•تعزيز السردية الوطنية التي تصل الماضي بالحاضر وتوجّه نحو مستقبل سياسي مستقر.
•مواجهة عوامل التفكك التي قد تضعف التماسك، مع الحفاظ على احترام التنوع والاختلاف المشروع.
2.تعزيز الشرعية الداخلية
•ترسيخ الثقة المتبادلة بين الدولة والمجتمع عبر العدالة والشفافية والمشاركة.
•ضمان توزيع متوازن للموارد والخدمات بما يخفف التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية.
•تمكين الشباب والنساء من المشاركة الفاعلة باعتبارهم رافدًا رئيسيًا لدعم المشروع الوطني والسياسي الأردني.
3.الاستثمار في القوة الناعمة
•تحويل التماسك المجتمعي إلى رسالة سياسية إيجابية تعكس استقرار الأردن أمام العالم.
•دعم التعليم والثقافة والإعلام ليكونوا واجهة لصورة الأردن المستقر والمتوازن إقليميًا.
•تفعيل دور الجاليات الأردنية في الخارج باعتبارهم جسورًا طبيعية تعكس صورة الدولة وتخدم مصالحها.
4.توسيع المشاركة الشعبية الواعية
•بناء توافق وطني واسع حول القضايا المركزية للسياسة الخارجية (القضية الفلسطينية، الأمن الإقليمي، الطاقة والمياه)، مع إبقاء الباب مفتوحًا لقضايا أخرى مرتبطة بمستقبل الدولة.
•إشراك القوى الاجتماعية والسياسية في النقاش العام بشكل منظم بما يعزز الشعور بالشراكة الوطنية.
•صياغة خطاب وطني جامع يدعم مواقف الأردن في المحافل الدولية.
5.التكامل بين الداخل والخارج
•جعل استقرار الداخل ووحدة المجتمع الأردني الأساس الحقيقي الذي تستند إليه الحجة السياسية الأردنية أمام العالم.
•الاستفادة من التحالفات الدولية لتعزيز التنمية والاستثمار داخل البلاد بما ينعكس إيجابًا على استقرار المجتمع.
•تطوير خطاب سياسي يبرز أن قوة الأردن الخارجية تنبع من صلابته الداخلية وتماسك نسيجه الوطني.
الخلاصة:
لكي يكون المجتمع الأردني شريكًا فاعلًا وامتدادًا لقوة الدفع السياسي الخارجي، لا بد من بناء هوية وطنية أردنية جامعة، شرعية داخلية قوية، مشاركة شعبية واعية، واستثمار منظم للقوة الناعمة والجاليات. بذلك يتحول الأردن من مجرد دولة تواجه التحديات إلى نموذج راسخ يستمد قوته الخارجية من وحدته الداخلية وصلابته الوطنية.