قصف الدوحة لم يكن حادثًا عابرًا ولا مغامرة محدودة، بل صفعة كبرى تكشف أن أمريكا وإسرائيل لا يعرفان عهدًا ولا ذمّة.
قطر التي التزمت يومًا بنصائح واشنطن، وتماهت مع بعض الرؤى الإسرائيلية، بل ساهمت في إنقاذ "إسرائيل" من أزماتها، خصوصًا في إدارة ملف غزة وحماس, لم يشفع لها ذلك كله.
اليوم، صواريخ العدو هبطت على سمائها، لتثبت الحقيقة القاسية وهي ان لا حصانة لأحد، ومن يظن أن ارتماءه في أحضان العدو أو تطبيعه معه سيحميه، فهو واهم!!!.
الفضيحة الأكبر أن مليارات الدولارات أُهدرت على سلاح لم يحفظ سماءً ولم يردع صاروخًا.
جيوش الاستعراض تختفي عند أول مواجهة، بينما بعض العواصم تهرول لتقديم شرعية مجانية للعدو عبر اتفاقيات التطبيع و"السلام الوهمي".
ومع ذلك، يظل المشهد الأغرب أن "إسرائيل" بكل قوتها وغطرستها، تصبّ كل نيرانها على غزة الصغيرة، وتطارد قادة حماس في أي مكان يصلون إليه، وكأن هذه الحركة المحاصرة تحوّلت إلى دولة عظمى بلا دولة.
أي كيان في العالم هذا الذي يستدعي كل هذا الاستنفار من واشنطن وتل أبيب وكل قوى الاستكبار ليل نهار؟ وأي وزن اكتسبته حماس حتى تضعها إسرائيل في قلب حساباتها الأمنية والسياسية؟ إنها مفارقة التاريخ .
أن مقاومة محاصَرة بوزن حماس يبدو انها كشفت عجز أنظمة، وتربك جيشًا مدججًا، وتفرض معادلاته على الساحة الدولية.
اليوم كانت الدوحة، وغدًا قد تكون الرياض أو أبوظبي أو عمّان أو القاهرة.
هذه ليست مبالغة، بل حتمية ما دامت الأمة مشرذمة.
ان الرد الحقيقي لا يكون ببيانات الشجب ولا بأوهام "السلام"، بل بوحدة الصف وبناء مشروع دفاعي عربي مشترك، وإعادة البوصلة إلى عدو واحد اسمه إسرائيل،
وبغير ذلك، فلتنتظر العواصم العربية دورها في قائمة الأهداف وبقيه العرب ليس لهم حول ولا قوه اكثر من "ندين باشد العبارات"!!.