إلى أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة... إلى كل صُنّاع القرار وأصحاب القرار... إلى كل من يهتزّ الكرسي بجلوسه عليه ويستقرّ الكرسي بعد رحيله عنه!!!.
هذه رسالة موجّهة إلى أولئك الذين يقصّرون في أداء أعمالهم، ويغرقون الوطن بالمديح لمؤسساته ودوائره حين يكونون في مواقعهم، ثم إذا ما غادروا الكرسي، انقلبوا عليه، وأخذوا يلعنون المناصب التي كانوا يتغنّون بها، وينتقدون مؤسسات الدولة التي كانوا يصفّقون لها.
لقد حمّلكم الوطن مسؤولية بأمر الإرادة الملكية السامية، وأديتم القسم بأن تحافظوا على الأمانة وتصونوا المصلحة العامة، غير أنّكم قصّرتم في التكليف واختلّ عندكم ميزان الانتماء ساعة الحقيقة.
لقد جلستم على الكراسي شهودًا على العبث والفساد، ورأيتم الفوضى ولم تحرّكوا ساكنًا، ومرّرتم القرارات التي أرهقت العباد وأضعفت البلاد.
لقد صمتم حين كان الصمت جريمة، وغبتم يوم كان الوطن بأمسّ الحاجة إلى كلمة حق تردع الباطل.
ثمّ لمّا انقضى سلطانكم وزال بريق المناصب عنكم، انطلقت ألسنتكم فجأة بالتصريحات والانتقادات، لا نصرةً للوطن ولا دفاعًا عن الحق، بل محاولة لتبرئة صفحاتكم السوداء وتلميع صورة أرهقها الصمت يوم كانت الكلمة موقفًا والموقف مسؤولية.
فأيّ جدوى لغيرتكم اليوم وقد تأخّر وقتها؟ وأيّ قيمة لصرخاتكم بعد أن دفنتم الحق بأيديكم وأنتم في مواقع السلطة؟.
إنّ الوطن لا يُبنى بخطابات ما بعد الكرسي، ولا يُصان بتوبة سياسية متأخرة، بل ينهض برجال يثبتون صدق قسمهم وهم في ذروة المسؤولية، ويجهرون بالحق حين يكون الثمن باهظًا، لا بأولئك الذين يتوارون زمن التكليف ثم يتقمّصون ثوب الشجاعة بعد أن خلت أيديهم من القرار.
فيا أصحاب المناصب والألقاب، إنّ التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، والوطن لن يغفر لكم أنكم قصّرتم حين وجب العمل، وتردّدتم حين كان الحسم فرضًا، ورضيتم لأنفسكم أن تكونوا صامتين أمام خراب وطن بأسره.
وفي الختام، فإنني أرفع نداءً مباشرًا إلى جلالة الملك المعظم بضرورة إنشاء محكمة ذات صبغة دستورية خاصة، تُحاسب كل من قصّر في قسم التكليف أو أهمل مقتضى الإرادة الملكية السامية من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة، لتبقى الأمانة مسؤولية مقدسة، والقسم عهدًا لا يُستهان به ولا يُفرَّط.
فلا يعقل هذا الانفلات لدى كبار من يطلق عليهم رجالات دوله ،حيث بدأوا يتسابقون للتخريف والهلوسه على وسائل الاعلام بما يسيء للوطن بعد ان فقدوا بريق مناصبهم وامتيازاتهم فتبا لهم.