بالأمس، وخلال زيارتي الأولى إلى مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وقفت أمام مشهد يصعب وصفه بالكلمات؛ مئات المراجعين يتدفقون من مختلف المناطق، حاملين أوراقهم المليئة بالطلبات والأحلام، بين توظيف وسُلف ومعاملات وظروف معيشية صعبة، لكن الأمل يرافق كل ورقة يضعها المتقاعد بين يدي الموظفين.
المشهد كان أبلغ من أي وصف؛ مسؤولون وموظفون يعملون بجهد وصبر، يتعاملون مع الكم الهائل من المراجعين بصدر رحب، وبوجه بشوش، وإصرار على توضيح كل صغيرة وكبيرة.
المسؤولية هنا ليست مجرد وظيفة إدارية أو مكتب اعتيادي، بل رسالة إنسانية قبل أن تكون مهنية، إذ يحمل العاملون في المؤسسة عبء معاملات متراكمة وآمال آلاف المتقاعدين وأبنائهم.
ورغم حجم التحديات، يواصل هؤلاء الرجال عطائهم بابتسامة وكرم ضيافة وتقدير يليق بجنود الأمس وحماة الوطن، ليكونوا سندًا حقيقيًا لكل من أفنى عمره في خدمة الأردن.
التحية والاحترام لكل موظف ومسؤول في مؤسسة المتقاعدين العسكريين، الذين جعلوا من خدمتهم بعد العسكرية استمرارًا لرسالة الوفاء والإخلاص، وفي مقدمتهم العميد المتقاعد محمود السواعير، الذي جسّد نموذج المسؤول القريب من الناس والحامل لهمومهم قبل همّه الشخصي.