منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى، كان الموقف الهاشمي تجاه فلسطين ثابتًا لا يتغير، قائمًا على الإيمان الراسخ بأن القدس وفلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وأن الدفاع عنها واجب تاريخي وأخلاقي وسياسي. هذا الموقف لم يكن يومًا مجرد خطاب، بل تجسد عبر مواقف عملية وتضحيات متواصلة قدّمها الأردن بقيادته الهاشمية وجيشه العربي.
وفي مشهد حديث يؤكد ثبات هذا النهج، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مغادرة رام الله. غير أن الموقف الأردني جاء واضحًا وحازمًا، حيث قامت مروحيتان أردنيتان بنقل الرئيس عباس ووفده المرافق من مقر الرئاسة الفلسطينية في المقاطعة برام الله إلى الأراضي الأردنية، تأمينًا لمشاركته في زيارة إلى المملكة المتحدة لبحث الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
هذا الموقف لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل رسالة سياسية قوية للعالم أجمع، تؤكد أن الأردن يقف في الصف الأول للدفاع عن فلسطين وقيادتها الشرعية، ولن يسمح للاحتلال بفرض العزلة عليها أو تقييد حركتها. وهو امتداد للدور الأردني التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، عبر الوصاية الهاشمية التي تمثل عنوانًا أصيلًا للثبات والالتزام تجاه فلسطين.
إن الموقف الهاشمي يثبت يومًا بعد يوم أنه صمام أمان للقضية الفلسطينية، وأن فلسطين ستبقى عربية مهما حاول الاحتلال فرض أمر واقع. الأردن بقيادته وشعبه كان وما يزال السند الحقيقي لفلسطين، ولن تنكسر إرادة الحرية والكرامة العربية.
فالمعادلة التي يؤمن بها الهاشميون والشعب الأردني واضحة: فلسطين عربية، والقدس عاصمتها الأبدية، والموقف الأردني ثابت لا يتغير مهما تعاظمت