أمر الله سبحانه و تعالى المسلمين بإحياء الشعائر الدينية، بما يعني ممارسة الفرائض و العبادات بخشوع و انتظام كالصلاة و الصيام و قراءة القرآن و الدعاء و الذكر و الصدقة و بر الوالدين.
إنَّ في إحياء الشعائر الدينية إضفاء حالة من التوازن النفسي و العاطفي و العقلي على حياة الشخص، لتجعله أكثر توائمًا مع متطلبات الحياة و ضغوطها، و قادرًا على العمل و زيادة الإنتاجية و الشعور بالكفاءة الذاتية،و إقامة علاقات صحية مع المجتمع من حوله، و زيادة تكيفه مع بيئته الشخصية و المهنية و الإجتماعية، فالصلاة تمنح شعورًا بالطمأنينة و الدفء و تخفف من القلق خاصة عند السجود، و هو ما أثبته الكثير من الباحثين بأنه أشبه بتمارين التأمل و الإسترخاء ففيها ينتظم إيقاع الحياة ، و تحسن من الشعور بالأمان و الإنتماء خاصة من خلال الجماعة.
كما يرفع الصيام من مستوى الإنضباط الذاتي و الصبر ، و يعزز من الشعور بالعطف على الفقراء و المساكين، أما الذكر و الدعاء فهو قلب العبادة يِنظم الأفكار و يمنح الأمل، و يقلل من شعور الوحدة و القلق و الألم النفسي مما يعيد برمجة التفكير السلبي إلى أفكار أكثر إيجابية، و لا نغفل عن أن الإستماع للقرآن الكريم و تلاوته مهديء للأعصاب و يُجلب الرضا و الصبر و يزيد من الإيمان، و تُعزز الصدقة من الروابط الإجتماعية و تبعث على الرضا و الصبر في نفس المسلم.
ترتبط اليوم ذكرى مولد نبينا محمد خير الأنام ارتباطًا وثيقًا بالقيم الدينية و الروحية، باعتبارها مناسبة للتذكر و التعلم من سيرته عليه الصلاة و السلام، والتي تمثل قدوة في الصبر و التعامل بالرحمة و اللين فجميعها صفات تُعزز الشعور بالأمل و الطمأنينة و تساعد في مواجهة مصاعب الحياة،و تعزيز الصحة النفسية للفرد و المجتمع ككل.