إلى السيدة التي حملت على عاتقها مسؤولية العطاء بلا حدود، إلى الأيقونة التي جمعت بين الأناقة والبساطة، وإلى الملكة التي لم تكتفِ بمنصبها بل حولته إلى رسالة حب وعمل، أتوجه اليوم بأسمى آيات التهنئة والمحبة في يوم ميلادها. جلالة الملكة رانيا العبدالله، أم الحسين، لم تكن مجرد قرينة ملك، بل كانت ولا تزال شريكة حقيقية في بناء الأردن، ونموذجاً فريداً للمرأة العربية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ننظر إليكِ يا جلالة الملكة، فنجد فيكِ تجسيداً للإرادة الصلبة والقلب الكبير. لم تترددي يوماً في الانخراط في قضايا الأردن وشعبه، من التعليم والصحة إلى دعم الشباب وتمكين المرأة. كانت رؤيتكِ ثاقبة، وأعمالكِ شاهدة على إيمانكِ العميق بأن المستقبل يُبنى بالعقول النيرة والأيادي العاملة. كيف لا وأنتِ من فتحتِ أبواب المدارس للجميع، ودعمتِ المبادرات التي تهدف إلى تطوير منظومتنا التعليمية، لأنكِ تعلمين أن المعرفة هي القوة الحقيقية.
لطالما كنتِ صوتاً لمن لا صوت لهم. نراكِ في كل مكان، قريبة من الناس، تستمعين إلى همومهم وتشاركينهم أفراحهم. في كل مرة تظهرين فيها، سواء في لقاء رسمي أو زيارة ميدانية، تتركين أثراً لا يمحى. لقد كانت لمساتك الإنسانية دافعاً لنا جميعاً لتقديم الأفضل، لتكون كل واحدة من نساء الأردن سفيرة لوطنها، كما أنتِ.
اليوم، ونحتفل بعيد ميلادك الخامس والخمسين، نجد أن السنوات لم تزدكِ إلا تألقاً وجمالاً، ليس فقط في المظهر بل في الروح والجوهر. لقد ألهمتِ جيلاً كاملاً من الشابات ليؤمنّ بقدراتهن، وليدركن أن النجاح ليس حكراً على أحد. أنتِ مثالنا الأعلى في العطاء والتفاني، وفي كيفية تحقيق التوازن بين الواجب الرسمي والمسؤولية الأسرية.
جلالة الملكة رانيا، في يوم ميلادك، لا نملك إلا أن نقول لكِ شكراً. شكراً على كل دقيقة من وقتكِ، وعلى كل جهد بذلتيه، وعلى كل ابتسامة رسمتِها على وجوه الأردنيين. ندعو الله أن يحفظكِ ويرعاكِ، وأن يديم عليكِ الصحة والعافية، لتستمري في كونكِ منارة تضيء دروبنا.
كل عام وأنتِ الأمل، وكل عام وأنتِ الخير، وكل عام وأنتِ أم الأردنيين جميعاً