الدكتورة سناء عبابنة…
مسيرة عطاء وانجاز يسطّرها التاريخ
نيروز – محمد محسن
عبيدات
في سجل العطاء الانساني
والوطني تبرز اسماء صنعت لنفسها بصمة لا تمحى، ومن بين هذه الاسماء يسطع اسم الدكتورة
سناء عبابنة، التي شكلت مع زوجها الاستاذ الدكتور محمد العجلوني ثنائيا فريدا من نوعه
في ميادين الكفاح والعمل والانجاز. فمنذ ارتباطها به بدأت مرحلة جديدة من حياتها، حملت
فيها لواء الطموح، وواصلت مسيرتها التعليمية حتى نالت درجة الدكتوراه بجدارة واقتدار،
لتثبت ان المرأة الاردنية قادرة على الجمع بين ادوارها الاسرية والاجتماعية والمهنية
بتميز لافت.
جاء هذا اللقاء مع
الدكتورة سناء على هامش رعايتها حفل جمعية دار اليقين الخيرية في اربد، خلال الاحتفال
الخاص باستقبال طلبة الجمعية للعام الدراسي الجديد، حيث شكلت مشاركتها لمسة انسانية
تعكس التزامها العميق برسالتها المجتمعية ودورها في دعم التعليم ورعاية الاجيال الناشئة.
شغلت الدكتورة سناء
مواقع مرموقة في مسيرتها العملية، من ابرزها عملها في المدرسة النموذجية بجامعة اليرموك،
وصولا الى موقعها الاكاديمي في كلية الحصن الجامعية/جامعة البلقاء التطبيقية، حيث تركت
بصمات واضحة في ميادين التعليم والتربية والتوجيه، وغرست قيم الانتماء والجد والاجتهاد
في نفوس طلبتها وزملائها على حد سواء.
وعلى الصعيد الاسري،
شكلت مع زوجها اسرة علمية متميزة انجبت كوكبة من الابناء الذين حملوا مشاعل العلم والمعرفة؛
فكان الدكتور نزار طبيبا اخصائيا في طب اسنان الاطفال، والدكتورة سارة الحاصلة على
درجة الدكتوراه في الصيدلة من الولايات المتحدة، والدكتورة جمانة الحاصلة على المؤهل
ذاته من امريكا، والمهندس عبدالله المتخصص في هندسة الحاسوب من جامعة العلوم والتكنولوجيا.
اسرة تحمل على عاتقها رسالة العلم والتميز، وتعد نموذجا مشرفا للاسرة الاردنية المعطاءة.
لم يكن دور الدكتورة
سناء محصورا في التعليم والاسرة، بل امتد ليشمل نشاطا واسعا في المجتمع المدني، حيث
شغلت عضوية منتدى السياسات العامة في عمان، ومؤسسة اعمار اربد، وهيئة تحرير مجلة اعمار
اربد، وكانت حاضرة دوما في دعم المبادرات التطوعية والاعمال الخيرية والانشطة المجتمعية
في محافظة اربد، مؤمنة ان خدمة الناس هي اسمى درجات العطاء. كما شاركت في العديد من
المؤتمرات التربوية محليا وعربيا، مقدمة رؤى وافكارا رصينة في قضايا التربية والتعليم
والتنمية.
اما شخصيتها فقد
جمعت بين القيادة القوية والثقة بالنفس، وبين الصبر والحلم والامانة والنزاهة، اضافة
الى مرونتها وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف. فهي قيادية بحنكة، وانسانة بروح شفافة،
وعالمة حملت رسالتها بتواضع واخلاص، فاستحقت الاحترام والتقدير في كل المحافل.
والى جانبها، يقف
رفيق دربها الاستاذ الدكتور محمد العجلوني، رجل وطني بامتياز، يشهد له بالفكر الثاقب
والرؤية الاستراتيجية في مختلف القضايا الوطنية. عرف بانه اداري مميز، متحدث لبق، مثقف
واسع الاطلاع، كريم الخلق، صادق في تعامله، ومخلص في عمله. رجل بشوش قريب من الناس،
يسعى لاصلاح ذات البين، ويشارك ابناء مجتمعه افراحهم واتراحهم، متمسكا بالعادات العربية
الاصيلة، واخلاقه المستمدة من الدين الاسلامي. فتح ابوابه للناس جميعا، فكان نعم السند
ونعم القدوة، يحبه الجميع لصفاته الانسانية العالية وطيب معدنه الاصيل.
ان سيرة الدكتورة
سناء عبابنة وزوجها الدكتور محمد العجلوني ليست مجرد قصة نجاح عائلية او مهنية، بل
هي لوحة مشرقة من العطاء الوطني والانسانـي، عنوانها العلم والخلق والقيادة الحكيمة.
لقد قدما معا نموذجا يحتذى به في الصبر والاجتهاد، وفي الجمع بين المسؤولية الاسرية
والمجتمعية والوطنية. وحين يذكر اسم العجلوني وعبابنة، يذكر معه العطاء الذي لا ينضب،
والكرم الذي لا ينقطع، والايمان الراسخ بان خدمة الوطن والانسان هي اسمى رسالة يمكن
ان يخلدها الانسان في حياته.