سطّرت قبيلة بني صخر، ممثلةً بعشيرة الخضير، أسمى معاني العفو والصفح، في موقفٍ إنساني نبيل جسّد القيم الأردنية الأصيلة، وذلك على لسان الشيخ أمجد بادي عواد الخضير.
فقد توجّهت جاهة عشائرية كريمة برئاسة الشيخ عبدالكريم الحويان إلى منطقة رجم الشامي، يرافقه عدد من القامات الوطنية والعشائرية من مختلف محافظات المملكة، إلى ديوان عشيرة الخضير بني صخر. وكان في استقبال الجاهة شيوخ ووجهاء عشيرة الخضير وأقرباؤهم وأنسباؤهم وأصدقاؤهم وجيرانهم، وعلى رأسهم الشيخ أمجد بادي عواد الخضير، وذلك على إثر حادث السير الأليم الذي أودى بحياة الشاب عامر سعود عبدالناصر الخضير، رحمه الله.
وبعد التداول في تفاصيل الحادث الذي نتج عن قيادة السائق جهاد محمود محمد الفلاح (سوري الجنسية)، أعلنت عائلة الناصر الخضير، وعلى لسان الشيخ أمجد بادي عواد الخضير، التنازل عن كامل الحقوق القانونية والعشائرية والجزائية، مع الاحتفاظ بحق التأمين للورثة إن وجد، وعدم الممانعة من إخلاء سبيل السائق، وتحمل تكاليف المستشفى إن وجدت، وذلك إكراماً لله ورسوله، ولجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين، وتقديراً للجاهة الكريمة.
من جانبها، تقدّمت الجاهة بالشكر الجزيل والتقدير والاحترام إلى عائلة الناصر الخضير، وقبيلة بني صخر، وأهالي رجم الشامي، على هذا الموقف الكريم والكرم العربي الأصيل.
وقال الشيخ عبدالكريم الحويان في كلمته: إن هذا الموقف ليس غريباً على قبيلة بني صخر وعشيرة الخضير، لما عُرف عنهم من حسن الاستقبال وطيب الملقى وسعة الصدر، مؤكداً أن ما جرى اليوم يعكس عاداتهم الأصيلة وأخلاقهم الرفيعة. وقرأ الحويان والحضور الفاتحة على روح المرحوم عامر الخضير، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وأضاف الحويان: "نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لعشيرة الخضير ولقبيلة بني صخر عامة، على هذا الموقف النبيل الذي يجسد معاني التسامح والصفح، ويؤكد أن العشائر الأردنية كانت وما زالت عنواناً للشهامة والنخوة والإنسانية”. وأكد أن ما شهدته الجاهة من تعاضد وتكافل هو امتداد للعادات الأردنية العريقة القائمة على الإصلاح وصون النسيج الاجتماعي، مجدداً الولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة.
من جهته، رحّب الشيخ أمجد بادي عواد الخضير بالجاهة الكريمة، مثمناً حضورها ومواقفها، مؤكداً الإيمان بقضاء الله وقدره، ومعلناً صلحاً عشائرياً شاملاً وكاملاً لوجه الله تعالى. وأوضح أن القضاء العشائري في الأردن يشكل ركيزة أساسية في ترسيخ السلم المجتمعي، ويكمّل دور القضاء الرسمي بما يحمله من حكمة وعدل وتقاليد راسخة توارثها الأردنيون عبر الأجيال.
وأكد الشيخ أمجد الخضير أن هذا الموقف يجسد القيم الأردنية الأصيلة القائمة على التسامح والتآخي وتحكيم العقل، مشدداً على الاعتزاز بالإرث العشائري المشرف الذي يعزز وحدة المجتمع ويحفظ الحقوق تحت راية القيادة الهاشمية الحكيمة. كما دعا الله أن يحفظ الأردن وقيادته وشعبه، وأن يديم على الوطن نعمة الأمن والاستقرار.
وفي ختام اللقاء، عبّر الشيخ عبدالكريم الحويان عن بالغ تقديره واعتزازه بعشيرة الخضير وبالشيخ أمجد بادي عواد الخضير خاصة، مؤكداً أن هذا الصفح الكريم يعكس أصالة الأردنيين وعمق قيمهم الإنسانية، ويسهم في تعزيز السلم المجتمعي وترسيخ وحدة الصف بين أبناء الوطن، سائلاً الله أن يجزيهم خير الجزاء وأن يحفظ الأردن وقيادته الهاشمية وشعبه الوفي.