حين يُنصِفُ الوفاءُ العطاء… الملكاوي يكرّم
سيداتٍ كتبنَ المجد بهدوء
نيروز – محمد محسن عبيدات
في مشهدٍ يفيض بالاعتزاز والوفاء، وتحت سقف
القيم الأردنية الأصيلة، رعى رئيس هيئة الأركان الأسبق الفريق أول محمد يوسف
الملكاوي، الحفل التكريمي الذي خُصّص للاحتفاء بكوكبةٍ من السيدات
الملكاويات اللواتي رسمن بأعمالهن مساراتٍ مضيئة في فضاءات العلم والخدمة العامة والعمل
الإنساني، على امتداد الوطن ووصولًا إلى العالمية.
الحفل، الذي حضره جمعٌ كريم من أبناء عشيرة
الملكاوي والعشائر الأردنية، وأسر المكرّمات وعائلاتهن، لم يكن مناسبةً بروتوكولية
عابرة، بل محطة وجدانية ووطنية أكدت أن الإنجاز الحقيقي لا يُقاس بالضجيج، بل بأثره
العميق في الإنسان والمكان.
وفي كلمته، استحضر الفريق أول محمد يوسف الملكاوي
معنى التكريم بوصفه فعلَ وفاءٍ قبل أن يكون احتفالًا، مؤكدًا أن الاحتفاء بهذه السيدات
هو انعكاس لقيم الالتزام والعطاء الوطني الجامع، الأكاديمي والمهني والمجتمعي، ومشددًا
على أن المرأة الأردنية كانت وما تزال شريكًا محوريًا في بناء الدولة وصناعة القرار.
وأوضح أن هذا التكريم ينسجم مع الرؤى الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني،
وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الهادفة إلى تعزيز حضور المرأة وتمكينها
في مختلف ميادين العمل الوطني والخدمة العامة.
واعتبر الملكاوي أن هذا اللقاء يشكل المحطة
الأولى في مسارٍ أوسع لتكريم أبناء وبنات العشيرة الملكاوية المتميزين في مراحل لاحقة،
ممن تركوا بصماتٍ لافتة على المستويين الوطني والعالمي، مؤكدًا أن المرأة الأردنية،
والمرأة الملكاوية على وجه الخصوص، أثبتت حضورها في السياسة والاقتصاد والعلوم والبحث
الأكاديمي والعمل الاجتماعي والمهني، بما يستحق الإضاءة والتقدير.
وشهد الحفل كلماتٍ عبّرت عن عمق الفكرة ونبل
الرسالة، حيث تحدث كلٌّ من الدكتور أحمد خلف ملكاوي، والدكتور فتحي حسن ملكاوي، والمستشار
محمد صالح ملكاوي، مشيدين بالإنجازات العلمية والأكاديمية والإنسانية للمكرّمات، ومؤكدين
أن دعم المرأة وتمكينها ليس خيارًا عابرًا، بل التزام ديني وأخلاقي ووطني، وأن تكريمها
هو تعبير عن توازنٍ أصيل بين القيم الإنسانية والأخلاقية ومتطلبات التقدم والتنمية.
وضمّت قائمة المكرّمات أسماءً صنعت الفارق
كلٌّ في مجاله؛ فقد جرى تكريم الأستاذة الدكتورة حنان عيسى ملكاوي، عضو هيئة التدريس
في قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة اليرموك، والتي تُوّجت بجائزة أفضل عالم عربي
في التقانات الحيوية لعام 2025 في مجال التكنولوجيا الحيوية للميكروبات. وجاء هذا الإنجاز
ثمرة تقييم دولي دقيق عبر لجان متخصصة استخدمت أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي والمحاكاة
الافتراضية، ليجسّد قدرة المرأة الأردنية على المنافسة العلمية العالمية، ويعكس التوجه
الهاشمي الداعم للبحث العلمي وتمكين المرأة في ميادين المعرفة المتقدمة.
كما كُرّمت الدكتورة سُمية حسين ملكاوي من
قسم العلاج الوظيفي في الجامعة الأردنية، تقديرًا لإسهاماتها النوعية في تحسين جودة
الحياة للفئات الأكثر حاجة، لا سيما الأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال، وتحويل المعرفة
الأكاديمية إلى خدمة إنسانية مباشرة تمسّ الواقع وتخفف الألم وتمنح الأمل. وجاء تكريمها
ترجمةً لتطلعات القيادة الهاشمية في تمكين المرأة داخل القطاعات الأكاديمية والتعليمية
والصحية، وبناء مجتمع أكثر عدالة وتوازنًا واستدامة.
وشمل التكريم أيضًا السيدة إيمان ملكاوي،
عضو مجلس بلدي الزرقاء، التي جسدت نموذج المرأة الفاعلة في العمل البلدي والإدارة المحلية
والخدمة العامة، وأسهمت بجهودها في تحسين حياة المواطنين وتعزيز المشاركة المجتمعية،
خاصة في القطاعات الشبابية والتنموية، لتؤكد أن تمكين المرأة الأردنية هو ركيزة أساسية
في تطوير المجتمعات المحلية وصناعة التنمية من القاعدة إلى القمة.
وفي ختام الحفل، قدّم الفريق أول محمد يوسف
الملكاوي دروعًا تذكارية للمكرّمات، في لفتةٍ تختصر معنى التقدير والاعتزاز، داعيًا
المرأة الملكاوية على وجه الخصوص، والمرأة الأردنية عمومًا، إلى مواصلة مسيرة الإنجاز
والريادة، ومؤكدًا أن المرأة في الأردن تسير جنبًا إلى جنب مع الرجل، بكفاءةٍ وتميزٍ
واقتدار، في بناء الوطن وصون منجزاته.
هكذا، لم يكن التكريم احتفالًا بالأسماء فحسب،
بل احتفاءً بقصة المرأة الأردنية حين تختار أن تكون حيث يكون الوطن… في الصدارة.