في كل عام، تتجدد الذكرى العطرة لميلاد خير البرية، محمد ﷺ، الذي أضاء الدنيا بنور الرسالة، وهدى الناس إلى صراط مستقيم، فكان رحمةً مهداة، وهدايةً للعالمين. ففي ميلاده ﷺ تذكر القلوب النور الذي أضاء العقول قبل العيون، وسارت الأرواح على خطى الحِكمة والرحمة.
يا رسولَ الله، يا من هديتَ البشرية
نورك في الليالي، يضيء كلَ دُجى وغربة
جئتَ بالحقِّ، بالهدى والصفاء
ودعوتَ للخيرِ، بالحبِّ والوفاء
نبوةٌ أرسلتها السماء رحمةً للعالمين
وهدىً لكلِّ قلبٍ يبحث عن اليقين
يا من بكَ تزينت الدنيا وجمالها
وروحُ الأرضِ ارتاحت لحضرتك يا مثالها
لقد كنت ﷺ قدوةً في الأخلاق، صادقًا في القول، كريمًا في الفعل، رحيمًا بالجميع، ترفع عنك الضغائن، وتزرع في القلوب الطمأنينة. في سيرتك نجد درسًا في الصبر، قوةً في التواضع، وضياءً في الرحمة، كل كلمة منك ﷺ كانت نورًا، وكل فعل كان قدوةً.
ويا أيها الناس، تذكروا أنّ الاحتفال بالمولد النبوي ليس من السنة، فهو بدعة لم يأتِ بها النبي ﷺ ولا الصحابة الكرام، فواجب المسلم أن يكتفي بذكره ﷺ والصلاة عليه في أي وقت، وأن يقتدي بسيرته وأخلاقه في حياته اليومية، فهذا أعظم تكريم له ﷺ من أي شعائر أو مراسم بدعية.
وفي النهاية، تظل ذكراه ﷺ شعلةً تهدي القلوب، ودعوةً للتقوى، وطريقًا للخير في الحياة الدنيا والآخرة. فالمحب له ﷺ يُظهر حبه بالاقتداء به، بالعلم والعمل الصالح، لا بالأفعال المخترعة.