الدكتور عامر العودات… بصمة وفاء في مسيرة
بلدية السرو
نيروز – محمد محسن عبيدات
حين نكتب عن الرجال الكبار، فإننا لا نستحضر
مجرد أسماءٍ أو مناصب، بل نستحضر تاريخًا من البذل، ومواقف من العطاء، وذكرى طيبة تظل
شاهدة على أثرهم في كل زاوية وركن من الوطن. ومن بين هؤلاء الرجال الذين تركوا بصمة
واضحة في العمل البلدي والمجتمعي، يطلّ اسم الدكتور عامر العودات، الرئيس السابق لبلدية
السرو، كرجل مواقف لا يعرف إلا البذل والعطاء.
لقد جسّد الدكتور عامر خلال رئاسته للبلدية
نموذجًا للقيادة الحكيمة التي وضعت خدمة المواطن فوق كل اعتبار، وسعت إلى تنمية المنطقة
والارتقاء بجمالها ومرافقها، فكان صوته صوت الحق، ويده يد العطاء، وروحه روح المسؤول
الذي يحمل في قلبه همّ الناس واحتياجاتهم.
وليس غريبًا أن يستمر عطاؤه حتى بعد مغادرته
موقع المسؤولية، حيث قدّم مؤخرًا تبرعًا سخيًا تمثل في الأشجار الحرجية وأشجار الزينة
من مشتله الخاص، الذي تقدر قيمته بآلاف الدنانير، ليضعه تحت تصرّف بلدية السرو مقابل
دينار رمزي واحد سنويًا. إنه موقف ينضح بالوفاء والانتماء، ويعكس معدن الرجل الأصيل
الذي يرى في خدمة بلدته شرفًا ورسالة لا تحدّها المناصب ولا تنتهي بانتهاء فترة الرئاسة.
هذا الموقف لم يمر مرور الكرام، فقد عبّر
رئيس لجنة بلدية السرو وأعضاء المجلس البلدي والموظفون عن بالغ شكرهم وامتنانهم لهذه
اللفتة الكريمة التي لا تنفصل عن سجل طويل من المبادرات التي أطلقها الدكتور عامر خلال
سنوات عمله، والتي جعلت من بلدية السرو نموذجًا يحتذى في العطاء والعمل المؤسسي.
لقد عرفه الجميع قائدًا متواضعًا، قريبًا
من الناس، يحمل همومهم في قلبه ويسعى بكل ما أوتي من قوة لتذليل الصعاب عنهم. كان يؤمن
أن البلدية ليست مجرد مؤسسة إدارية، بل بيت كبير يضم الجميع، ومسؤولية كبرى تتطلب الإخلاص
والعمل الدؤوب.
إن الدكتور عامر العودات، بما يقدمه اليوم
من تضحيات مادية ومعنوية، يؤكد أن خدمة الوطن لا ترتبط بالكرسي، بل بالعقل والقلب والإرادة.
وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة السرو وأبنائها، عنوانًا للوفاء، ورمزًا للرجل الذي وهب
نفسه لوطنه ومجتمعه بلا حدود.
فله منا كل الامتنان والتقدير، ودعاء صادق
بأن يبارك الله جهوده ويجعل عطاياه في ميزان حسناته، لتظل سيرته مضيئة للأجيال القادمة،
ومثالًا حيًا على أن البصمات الحقيقية لا تزول مع مرور الزمن.