إن جامعة جرش لم تكن يوماً مؤسسة أكاديمية عابرة، بل هي صرح وطني راسخ يحمل رسالة العلم والمعرفة، ويصنع للأجيال درب المستقبل المشرق. فهي منارة للبحث والابتكار، وبيت للطلبة، وواحة للعطاء المتجدد الذي يضع الإنسان في صلب اهتماماته.
وفي قلب هذه المسيرة، يبرز رجال أوفياء حملوا على عاتقهم مسؤولية النهوض بالجامعة، فكانوا مثالاً للقيادة والإخلاص، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور سمير حرب الحراحشة، عميد شؤون الطلبة.
لقد استطاع الدكتور محمد الخلايلة أن يرسم للجامعة رؤية متقدمة، جعلت منها نموذجاً أكاديمياً رائداً بين الجامعات الأردنية. فبفضل حكمته وقيادته الواعية، ارتقت الجامعة إلى مراتب أعلى، وازدادت قدرتها على تخريج أجيال تحمل رسالة العلم وتخدم الوطن بكفاءة واقتدار. إنه القائد الذي جمع بين الحزم والإنسانية، وبين الإدارة الحكيمة والرؤية الثاقبة.
أما الدكتور سمير حرب الحراحشة، فقد جسّد المعنى الحقيقي لعمادة شؤون الطلبة، ليجعل منها بيتاً للطلبة وملاذاً لأفكارهم وطموحاتهم. فهو القريب من قلوبهم، الراعي لمبادراتهم، المؤمن بقدراتهم، والذي حوّل العمادة إلى مساحة تزدهر فيها الإبداعات وتُصقل فيها الشخصيات. بإنسانيته وتواضعه وإخلاصه، أصبح عنواناً للعطاء اللامحدود.
إن اجتماع هذين القامتين في قيادة الجامعة، شكّل ثنائياً استثنائياً أسّس لمرحلة جديدة من التميز والريادة، قائمة على قناعة راسخة بأن الطالب هو الثروة الحقيقية، وأن بناء الإنسان هو الرسالة الأسمى.
ومن هنا، تأتي كلمة الشكر والوفاء لتبقى شاهدة على ما يقدمه الدكتور الخلايلة والدكتور الحراحشة من جهود مضيئة وعطاء متجدد. فشكراً لكما بحجم الوطن، وشكراً لأنكما جعلتما من جامعة جرش منارة يفتخر بها الجميع تحت ظل القيادة الهاشمية الرشيدة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.