في خضم ما يعيشه الإقليم من تحديات وأزمات، يثبت الأردن مرة أخرى أنه حاضر بقوة في الدفاع عن قضايا أمته، وأن قيادته الهاشمية تقف شامخة في كل المواقف الوطنية والإنسانية. فقد شكلت التحركات الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، محور حديث الشارع الأردني خلال الأيام الماضية، خصوصًا فيما يتعلق بالدعم المتواصل لأهلنا في غزة عبر الجسور الجوية والإمدادات الإنسانية، إلى جانب المواقف السياسية الثابتة التي يعبر عنها الأردن في المحافل الدولية دفاعًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
لكن الموقف الأردني لا يقتصر على الدعم الخارجي فحسب، بل يمتد ليعكس رؤية متكاملة في الداخل. فقد جاءت كلمات سمو ولي العهد مؤخرًا حول برنامج خدمة العلم لتؤكد أن بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان. حين شدد الأمير على أن خدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري، وإنما هي غرس لقيم الانضباط وروح المسؤولية وتعزيز الانتماء الوطني في نفوس الشباب، فقد وضع بذلك حجر الأساس لتجديد العقد الاجتماعي بين الدولة وأبنائها، على قاعدة المشاركة والالتزام والتضحية.
الجمع بين المواقف الإنسانية تجاه الأشقاء، والرؤية الوطنية في إعداد الجيل الجديد، يعكس صورة متكاملة لقيادة تجمع بين الثبات في المبدأ والحرص على المستقبل. جلالة الملك يقود معركة الكرامة والدفاع عن القيم في الخارج، وولي العهد يبني في الداخل جيلًا يليق بحمل الأمانة ومواجهة التحديات.
إنها لحظة تاريخية يتأكد فيها الأردنيون أن التفافهم حول القيادة ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية، وأن الأردن، رغم كل الضغوطات، سيبقى كبيرًا بمواقفه وإنسانيته وولاء شعبه للعرش الهاشمي.