إنّ إعلان الحكومة الأردنية إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم ابتداءً من عام 2026، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد في رئاسة الوزراء يوم الإثنين 18 آب 2025، يأتي استجابةً للتوجيهات الملكية السامية ورؤية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي شدد في أكثر من مناسبة على أن هذا البرنامج يمثل محطة وطنية مفصلية في تعزيز الهوية الوطنية وصقل شخصية الشباب الأردني.
البرنامج بصيغته الجديدة لا يقتصر على التدريب العسكري والانضباط فحسب، بل يتعداه إلى التأهيل المهني والتقني، ما يجعله يحمل أبعادًا وطنية وتنموية في آن واحد. فالمكلف لا يخرج فقط بروح الانضباط والمسؤولية، وإنما بمهارات عملية تمكّنه من دخول سوق العمل والمساهمة في خدمة المجتمع.
ووفق ما أوضحته الحكومة، فإن المرحلة الأولى من البرنامج تستهدف الشباب من مواليد 1995 ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا، ولمدة 12 شهرًا؛ تتوزع على 3 أشهر تدريب عسكري وخدمة مجتمعية، تليها 9 أشهر تدريب وتأهيل مهني وتقني. كما تم تخصيص حوافز مالية بواقع 100 دينار شهريًا للمكلفين، بالإضافة إلى منحهم نقاطًا إضافية في التعيينات الحكومية، بما يضمن تحفيزهم على الالتزام والانخراط بفاعلية.
إنّ مثل هذا التوجه يشكل خطوة استراتيجية نحو بناء جيل واعٍ، منضبط، وقادر على الإسهام في نهضة الوطن، في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى توحيد الجهود وتوجيه طاقات الشباب من حالة الانتظار إلى مسارات عمل منتجة.
ومن هنا، فإنني أؤكد دعمي الكامل لهذه المبادرة الوطنية، وأدعو الشباب الأردني إلى الإقبال عليها بروح من المسؤولية والاعتزاز، لما تمثله من فرصة فريدة لصناعة مستقبل مشرق، ولما تعكسه من التزام متجدد تجاه الوطن وقيادته الهاشمية.